18

The Beneficial Rules for the Secrets of Obedience and Preparing for Ramadan

القواعد الحسان في أسرار الطاعة والاستعداد لرمضان

Mai Buga Littafi

مكتبة الفهيد بجدة

Lambar Fassara

الثالثة ١٤٢٠ هـ

Inda aka buga

السعودية

Nau'ikan

والعزيمة لا تكون إلا فيما لا تألفه النفوس أو لا تحبه فتحتاج النفس إلى المجاهدة في معرفة فضل ذلك العمل المكروه إليها ثم في مجاهدة وإرادات العجز والكسل، ولذلك قال الله عن الجهاد: ﴿وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ...﴾ . وتمارين العزيمة من صميم القيام بحق شهر رمضان وتحصيل المغفرة فيه لأنه لا قوة للنفس ما لم تُعد العدة للطاعة قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللهُ انبِعَاثَهُم قال ابن الخراط- في كتابه الصلاة والتهجد- كتب الحسن البصري إلى عمر بن عبد العزيز- رحمهما الله-: أما بعد، فإنه من حاسب نفسه ربح ومن غفل عنها خسر، ومن نظر العواقب نجا، ومن أطاع فهو أفضل، ومن حلُم غنم، ومن اعتبر أبصر، ومن أبصر فهم، ومن فهم علم، فإذا ندمت فأقلع، وإذا جهلت فَسَلْ، وإذا غضبت فأمسك، واعلم أن أفضل الأعمال ما أُكرهم النفسُ عليه. وقد اعترض بعض العلماء بظاهر قول رسول الله ﷺ: "إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق فإن المُنبتَّ لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى" (١)، وبقوله ﷺ: "اكفلوا من العمل ما تطيقون، فوالله لا يمل الله حتى تملوا" (٢)، وبالحديث الآخر: "ليصلّ أحدكم نشاطه، فإذا فتر أو كسل فليقعد" (٣)، ولم يُرد ﵇ ألا تعمل حتى تنشط بحسك للعمل، وحتى تقبل عليه وتبادر إليه،

(١) رواه البيهقي في السنن وفيه ضعف. (٢) (٣) رواه البخاري ومسلم وأحمد.

1 / 18