219

The Authentic Comprehensive Biography of the Prophet

الجامع الصحيح للسيرة النبوية

Mai Buga Littafi

مكتبة ابن كثير

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Inda aka buga

الكويت

Nau'ikan

وفي الصورة المقابلة نبصر عطاء الرسول ﷺ فيما يرويه مسلم وغيره عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ أتى المقبرة فقال: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإِنا إِن شاء الله بكم لاحقون، وددت أنا قد رأينا إِخواننا"! قالوا: أولسنا إِخوانك يا رسول الله؟ قال: "أنتم أصحابي، وإِخواننا الذين لم يأتوا بعد .. " الحديث (١)! في هذا المقام الذي ينسى الإنسان فيه كل شيء .. ينسى الدنيا بما فيها، ويتذكر الآخرة! يود الرسول ﷺ أن قد رآنا، ويرفعنا إلى درجة الأخوة! يا لجلال التعبير النبوي الكريم! "وددت أنا قد رأينا إِخواننا"! يا لعظمة هذا النبي ﷺ .. وهو يرسل هذا الودّ، ويقرّر تلك الأخوة! وهو خير الخلق وخاتم النبيّين ﷺ، وهذا يحرّك فينا ضرورة التأسي به، والتمسك بسنته! لقد أعطانا الرسول ﷺ الحب المثالي اللائق به، والذي لا نقدر عليه بحال! وحسبنا -كذلك- أن نذكر ما رواه مسلم وغيره عن عبد الله بن عمر وابن العاص: أن النبي ﷺ تلا قول الله ﷿ في إِبراهيم: ﴿رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣٦)﴾ [إبراهيم]! وقال عيسى ﵇: ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١١٨)﴾ [المائدة]! فرفع يديه، وقال: "اللهم!

(١) مسلم: ٢ - الطهارة (٢٤٩)، وابن حبان (٧٢٤٠).

1 / 224