57

The Approach of Ibn al-Athir al-Jazari in His Work 'The End in the Strange Hadith and Effects'

منهج ابن الأثير الجزري في مصنفه النهاية في غريب الحديث والأثر

Mai Buga Littafi

مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة

Nau'ikan

وفي حديث (١) أبي هريرة ﵁: "إنَّ يوسفَ مني بريء، وأنا منه بَراءٌ". يقول: "أي: بريء عن مُساواتِه في الحكم، وأن أُقاسَ به، ولم يُرِدْ براءةَ الولاية والمحبَّة؛ لأنه مأمورٌ بالإيمانِ به". وفي الحديث (٢): "أشدُّ الناسِ عذابًا يومَ القيامة من قَتَلَ نبيًا، أو قتله نبيٌّ" يقول: "أراد من قتله -وهو كافرٌ- كَقَتْلِه أُبَيَّ بن خَلَفٍ يوم بدر، لا كمن قَتَله تطهيرًا له في الحدِّ كماعِزٍ". وفي الحديث (٣): "لا يُعَذِّبُ اللهُ قلبًا وعى القرآن". يقول: "أي: عَقَلَه إيمانًا به وعَمَلًا. فأمَّا من حَفِظَ ألفاظه وضَيَّع حدودَه فإنَّه غيرُ واعٍ له". ٥ - وابن الأثير فقيهٌ شافعي متمكن، يظهر في"نهايته"آثار اطلاعه على مذاهب الفقه المختلفة، إذ كان يشير إلى المشهورِ منها. وقد ذكرنا في مؤلفاته: أنَّ له مُؤَلَّفًا في الفقه الشافعي، هو: "شرح مسند الشافعي". ومن آثار عَرْضه مذاهب الفقهاء؛ قولُه في الحديث (٤): "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاةُ فمن تركها فقد كفر"."ذهب أحمد بن حنبل إلى أنَّه يكفُر بذلك حَمْلًا للحديث على ظاهره، وقال الشافعي: يُقتل بتركها، ويُصَلَّى عليه ويُدْفَنُ مع المسلمين". وفي الحديث (٥): "نهى عن بَيْعِ العُرْبان"، فيعرِّفه ثم يقول: "وهو بَيْعٌ باطلٌ عند الفقهاء؛ لما فيه من الشرط والغَرَرِ، وأجازه أحمد، وروي عن ابن عمر إجازته".

(١) النهاية: ١ / ١١٢. (٢) النهاية: ٤ / ١٣. (٣) النهاية: ٥ / ٢٠٨. (٤) النهاية: ١ / ١٨٨. (٥) لنهاية: ٣ / ٢٠٢.

1 / 57