أُبيَّنَ العلاقةَ بين التمذهبِ والتأسي في ضوء الآتي:
يجتمع التمذهبُ والتأسي في: أنَّ كلًّا منهما اقتفاءٌ لشخصٍ محددٍ، دونَ مَنْ عداه.
ويفترقُ التمذهبُ والتأسي في الآتي:
أولًا: التمذهبُ التزامُ مذهبِ مجتهدٍ، أمَّا التأسي، فهو متابعةٌ للنبي ﷺ فحسب.
ثانيًا: أن التمذهبَ أخذُ أقوالِ إمامِ المذهب وأفعالِه وإقرارِه - على خلافِ في الأخيرين - أمَّا التأسي، فمحلُه الفعلُ الصادر من النبي ﷺ والترك.
ثالثًا: يصحُّ التأسي مِن العامي، أمَّا التمذهب فلا يصحُّ مِن العامي على خلاف في ذلك، كما سيأتي الحديثُ عنه في مسألةٍ مستقلةٍ.
تلك هي أبرزُ الفروقات التي ظهرت لي مِنْ تأمّلِ مدلولِ مصطلحي: التمذهب، والتأسي.
وإذا أردنا معرفةَ النسبةَ بين التمذهب، والتأسي، نجدُ أنَّهما يجتمعانِ في: المتمذهبِ الذي يفعلُ مثلَ فعلِ النَّبي ﷺ، لأجلِ أنّه فَعَلَ، أو يتركُ لأجلِ تركِ النبيَ ﷺ.
وينفرد التمذهب عن التأسي في: المتمذهب الذي يفعلُ أمرًا - أو يتركُ أمرًا - بناءً على قولِ إمامِه، دونَ اقتداءٍ بالنبي ﷺ.
وينفرد التأسي عن التمذهب في الآتي:
الأول: المجتهد غير المنتسبِ الذي يفعلُ مثلَ فعلِ النبي ﷺ، لأجلِ أنَّه فَعَلَ، أو يتركُ لأجلِ تركِ النبي ﷺ.
الثاني: العاميّ الذي يفعلُ مثلَ فعلِ النبي ﷺ، لأجلِ أنَّه فَعَلَ، أو يترك لأجلِ تركِ النبي ﷺ.
وبناءً على ما تقدّمَ، فالنسبةُ بين التمذهبِ والتأسي هي: العمومُ والخصوصُ الوجهي.