Juyin Wakan Zamani daga Baudelaire Zuwa Zamani na Yanzu (Sashe na Farko): Nazarin

Cabd Ghaffar Makkawi d. 1434 AH
107

Juyin Wakan Zamani daga Baudelaire Zuwa Zamani na Yanzu (Sashe na Farko): Nazarin

ثورة الشعر الحديث من بودلير إلى العصر الحاضر (الجزء الأول) : الدراسة

Nau'ikan

سوى الترمل الذي لا ينفد،

تحتضر ولكنها تأبى، (يا قبلة بريئة من أقتل القبلات!)

أن تزفر بشيء يبشر

بوردة وسط الظلمات.

والنظرة الأولى للقصيدة تصور لنا زهرية دقيقة (فازة) موضوعة فوق منضدة، كانت فيما مضى مزدانة بالزهور. يرى الشاعر هذه الزهرية فيؤخذ بشكلها المدور الرقيق الذي يبدو وكأنه يثب من مكانه، ثم يلاحظ أن رقبتها ترتفع لكي تتوقف فجأة. ويخطر للشاعر خاطر حزين يجعله يفتقد الزهور التي كان من الممكن أن تعزي سهاده المرير. ولكن ألا يمكن أن يجد الشاعر في نفسه هذه الزهرة التي تحمل له العزاء؟ ألا يمكنه أن يتخيلها أو يستوحي صورتها؟ هنا يغلب عليه الانفعال. فالوراثة نفسها تمنعه من هذا. والقصور والعجز يرزحان منذ الطفولة فوق كاهله ولا بد أن أبويه لم يمنحاه قوة التصور والاستيحاء، ولا بد أنهما لم يكلفا نفسيهما بالشرب من نبع الوهم الخصب؛ لهذا جف النبع الذي لم يرده أحد. يا للحسرة! ها هي ذي الزهرية عاطلة من تاجها الدافئ الجميل، إنها تحتضر كالعقيم، وقد ترملت من كل شراب إلا من فراغها الأجوف الحزين. وأخيرا فهي تأبى أن تلبي دعاء الفنان وتحمل هذا التاج الذي يزينها ، تاج الورود المزدهرة.

9

أما من ناحية الشكل فالقصيدة محكمة البناء، وهي تسير على التقسيم الكلاسيكي للسوناتة، فبينما تتألف الرباعيتان الأوليان من جملتين مختلفتين، فإن الثلاثيتين الأخيرتين تندمجان في جملة واحدة، ولكن هذا الشكل السليم - الذي لا يكاد يختلف بناء العبارة فيه عن البناء العادي - ينطوي على مضمون بالغ الغموض. وتبدو اللغة وكأنها تقول شيئا بديهيا، ولكنها لا تنطق إلا بأعوص الألغاز. ويجب علينا الآن أن نستكشف هذه الألغاز، على أن نقف عند الحد الذي يتحول فيه الكشف إلى نغم مسموع ويصبح ما نعرفه منها أغنية تعود فتضيع في المجهول.

ومن العبث في مثل هذه القصيدة أن نحاول شرح الكلمات أو تفسير الصور؛ إذ لا بد من الالتفات إلى الحركة أو مجموعة الحركات التي تسري فيها. فالمقطوعة الأولى

10

تبدأ بحركة البروز أو الظهور أو الانبثاق

Shafi da ba'a sani ba