فقال ساخرا: لا يبعد أن تجدي التطور الضروري في المسرحية في تطور البطلة إلى الوراء!
فاحتدت قائلة: كلا، كلا، إني مصممة.
سكت إشفاقا فقالت: ومع ذلك فإنني مقتنعة بأن المسألة ليست مسألة العقل والإرادة وحدهما. - إذن ماذا؟ - أتعرف لعبة الساقية في لونابارك؟ - كلا. - إنها تدور بركابها من أسفل إلى أعلى ومن أعلى إلى أسفل. - وبعد؟ - عندما تكون صاعدا فإنك تتلقى إحساسا صاعدا بطريقة تلقائية، وعندما تكون هابطا فإنك تتلقى إحساسا هابطا بطريقة تلقائية كذلك، وبلا تدخل - في الحالتين - من العقل أو الإرادة!
زديني شرحا وتذكري القهوة. - نحن من الركاب الهابطين. - والعمل؟ - ليس لنا إلا العقل والإرادة! - والهزيمة؟
فقالت بحدة: كلا. - هل تعدين نفسك مثالا للانتصار؟ - من الركاب الهابطين من جاوز نفسه وحتى من أهلكها.
وراحت تتكلم عن الأمل فنظر إلى الليل. ورفرف الليل بجناحيه فتناثرت الأسرار كالنجوم. واستحال كلامها وشوشة منبعثة من تهويمات حلم. وشيء حدثه بأنه عما قليل سينشق سطح الماء القاتم عن رأس الحوت. •••
وقالت له: إنك لم تعد معي.
فقال محدثا نفسه: أصل المتاعب مهارة قرد! - ما كان ينبغي أن تشرب القهوة. - تعلم كيف يسير على قدمين فحرر يديه. - هذا يعني أنه يجب أن أذهب. - وهبط من جنة القرود فوق الأشجار إلى أرض الغابة. - سؤال أخير قبل أن أذهب: ألديك خطة للمستقبل إذا تأزمت الأمور؟ - وقالوا له: عد إلى الأشجار، وإلا أطبقت عليك الوحوش. - أتستحق معاشا مناسبا إذا لا سمح الله رفت؟ - فقبض على غصن شجرة بيد، وعلى حجر بيد، وتقدم في حذر وهو يمد بصره إلى طريق لا نهاية له.
Shafi da ba'a sani ba