Tharat Carab

ثارات العرب: أدبية تاريخية غرامية تشخيصية

Nau'ikan

مقدمة‏

الفصل الأول‏

الفصل الثاني‏

الفصل الثالث‏

الفصل الرابع‏

مقدمة‏

الفصل الأول‏

الفصل الثاني‏

الفصل الثالث‏

الفصل الرابع‏

Shafi da ba'a sani ba

ثارات العرب

ثارات العرب

أدبية تاريخية غرامية تشخيصية

تأليف

نجيب الحداد

مقدمة

أسماء الأشخاص:

أبو قابوس المنذر:

ملك العرب.

سلمان:

Shafi da ba'a sani ba

أخوه.

ليلى:

خطيبة حماد.

حسان:

عاشق ليلى.

شمطاء:

عجوز.

فقير:

الملك متنكر.

عامر، حماد، سالم، قراد، قيس، ناقد، زياد:

Shafi da ba'a sani ba

أمراء.

هلال، زيدان، فاضل، عمران، فاتك:

أسرى.

جنود وحرس وأسرى وضباط.

المكان:

الواقعة حدثت في بلاد العرب.

الفصل الأول

الجزء الأول

شمطاء :

هنا أمراء القصر في اللهو والطرب

Shafi da ba'a sani ba

وهذي أسارى القوم في الشغل والتعب

هنا رنة الألحان والأنس والصفا

وهذا رنين القيد والظلم والغضب

هنا الجد يأوي بابنه وكلاهما

يعدان ما قد أسلفاه من الحقب

يكران طرف الذكر في نوب مضت

وهيهات يغني الذكر والعمر قد ذهب

أميران قد عزا على كل مالك

وعبد فكانا الرأس والعالم الذنب

بحصن سما عن كل حصن ومعقل

Shafi da ba'a sani ba

فكاد يفوت النسر أو يلحق الشهب

ومن حوله أبطال حرب أعزة

يرون عذاب الموت أحلى من الضرب

رجال لهم في كل جسم صحيفة

يخطون فيها بالرماح وبالقضب

ويحمون هذا الحصن من كل طارق

عدو فلم يدخل إليه سوى الطرب

دخلت إلى هذا المكان ذليلة

عجوزا تولتني المصائب والنوب

أجر قيود الذل فيه وطالما

Shafi da ba'a sani ba

جررت ذيول العز زينها الذهب

ولكن رويدا ساكني القصر إنني

رسول البلايا والنوائب والعطب

الجزء الثاني (هلال - زيدان - فاضل - عمران - فاتك - ثم جندي)

هلال :

هذه ساعة الراحة والحمد لله ... حقا لقد تعبت.

زيدان :

لقد كنت حرا غنيا، أما الآن ...

فاضل :

وا أسفاه.

Shafi da ba'a sani ba

زيدان :

أريد أن أعرف ماذا تصنع هذه العجوز هنا.

فاضل :

جل ما أعلمه من أمرها أنهم أخذوها مسبية في الشهر الماضي مع بعض التجار، وجاءوا بها إلى هذا الحصن.

عمران :

لماذا يقيدوننا نحن، ويتركونها حرة تذهب حيث تشاء.

فاضل :

ذلك لأنها شفت حفيد الأمير الكبير من حمى قتالة، وقد شفت أيضا أحد الأمراء من لدغة أفعى.

زيدان :

أظن أن هذه العجوز سحارة، فإنها لم تشف هذين الأميرين فقط بل شفت الثلاثة البرص؛ الذين كانوا هنا فأصبحوا لها من أطوع الخدم، وظني أنها امرأة خبيثة ذات مقاصد هائلة، فهي لا تأوي إلا الكهوف أو المقابر، وتوقد فيها النار وتصنع عليها أدوية وعقاقير لا أعلم كيفية تركيبها. وقد رأيتها مرة ماشية مع رجالها الثلاثة في جانب الحصن، وإذا بها قد اختفت معهم فجأة كأنها شقت الجدار ودخلت فيه.

Shafi da ba'a sani ba

فاتك :

يا ليتها بدلا من أن تشفي حمادا الخبيث وغيره شفت ليلى خطيبة حماد وابنة أخت الشيخ سلمان جده.

زيدان :

حقا؛ إن هذه الفتاة ملك في صورة إنسان.

فاتك :

ولكنها ناحلة ذابلة تخطو كل يوم خطوة في سبيل القبر، ولا شك أن خطبتها لهذا الوحش الضاري حماد هي السبب الأكبر في سقمها وانتحالها.

فاضل :

هذه العجوز قد عادت حقا، إن منظرها يرعبني، فلعنة الله على هذا الحصن كم فيه من أهوال.

زيدان :

اسكت ولا ترفع صوتك لئلا يسمعنا أحد.

Shafi da ba'a sani ba

فاضل :

لا تخف، فإن أمراءنا في وليمتهم، وهم بعيدون عنا.

زيدان :

ولكن الاثنين هنا.

فاضل :

وأي اثنين.

زيدان :

الشيخ الأكبر سلمان وابنه، فإن هذا الباب لا يدخله غيرهما وغير ليلى والفتى الضابط حسان الذي قدم إلى هذا الحصن في العام الماضي، وخدم بين رجاله ونال محبة سلمان الجد الأكبر بشبابه ومحاسن أخلاقه، أما الجد فيقضي غالب أوقاته في هذه الحجرة العميقة، وإلى جانبه ابنه الأكبر عامر يحمل رمحه، ويقضيان معا ساعات طويلة لا ينطقان فيها بحرف. ويقال: إن هذا الشيخ العاجز يندب ذنوبا له سلفت، وقد ثقلت جرائمها عليه، ويبكي ولدا له صغيرا خطف منه منذ عشرين عاما، ولا يدري من كان خاطفه ويبلغني أن أولاده الأدنياء من أشد مصائب الدهر عليه، وأظنه لم يلقب بالشريد عن عبث.

فاضل :

وهل تعرف شيئا عن أمر هذا الحصن.

Shafi da ba'a sani ba

زيدان :

جل ما أعرفه من أمره أنه قد جرت فيه جريمة هائلة، ثم أخلاه صاحبه من بعدها وهجره عشرين سنة لا يأوي إليه، ثم عاد إليه بعد ذلك، وهو على ما تراه من الحزن والهم.

فاتك :

وهل لاحظت في هذه الغرفة فوق مجرى النهر شباكا من حديد مكسورا.

زيدان :

نعم، وهذا الذي يسمونه المظلم، ويقال: إنه مكان تسكنه الجن، وإن دم الجريمة قد جرى على جدرانه قديما، وأصبح اليوم لا يدخله إنسان غير الذين ذكرتهم لك، وذلك من عشرين سنة تقريبا إلى حين قتل الملك الكبير أبو قابوس النعمان بن ماء السماء في حرب العجم.

عمران :

أما أنا فالذي أعلمه أن هذا الملك لم يمت، وقيل لي: إنه لا يزال حيا وأن منجما أخبر الناس بأن هذا الملك سيشيع خبر وفاته، ثم يعود فيظهر مرة أخرى.

فاضل :

هذه خرافة لا أصدقها، فقد حضرت الحرب التي قتل فيها ورأيت النهر يحمله بجواده، وقد حالت بيننا وبين إنقاذه كثرة الأعداء.

Shafi da ba'a sani ba

عمران :

صدقت، ولكن ذلك لا يمنع من نجاته، وأن يعود إلى بلاد العرب، فيصلح أمورها بعد هذا الدمار العظيم، فإنهم قد بحثوا عن جثته كثيرا فلم يجدوا لها أثرا.

زيدان :

ألا تسمعون لي هذه الحكاية.

عمران :

تكلم.

زيدان :

أذكر من نحو ثلاثين سنة أنني وجدت رجلا في بعض أحياء العرب يدعى سليمان، يزعم أنه كان خادما عند الأمير غسان والد الملك أبي قابوس المنذر، وقد حكى لنا أن الأمير لما ولد له هذا الولد خاف عليه من كثرة الأحزاب حوله، فأرسله إلى ولد له آخر كان يسكن في حصن حصين على هذه الجبال، وسأله أن يربيه ويعتني بأمره وأنه أخوه فليحرص عليه ما استطاع، فأقام هذا الولد الذي صار ملك العرب إلى أن بلغ العشرين من عمره في ذلك الحصن، فوجدوا الفتى وخادمه جريحين وهما على شفا الموت، فأخذوهما واجتهدوا في علاجهما حتى شفيا فعاد الخادم، وهو الذي حدثني بهذه الحكاية إلى مولاه، ومعه ابنه الذي صار ملكا بعد ذلك وظني أن أخاه قد مات، ولم يعرف أن أخاه القتيل قد صار ملكا، ويقال: إنه هو الذي قتله؛ لأنهما كانا يعشقان امرأة واحدة، وأنه بعد أن قتله مع خادمه وطرحهما من نافذة الحصن عمد إلى معشوقته، فقيدها وباعها رقيقة لبعض التجار، ولم يعلم أحد كيف كان مصيرها بعد ذلك.

عمران :

وماذا تستنتجه من هذه القصة؟

Shafi da ba'a sani ba

زيدان :

أستنتج منها أن ما شاع من عودة أبي قابوس المنذر صحيح، وأن هذا الرجل لم يمت بعد، وإن خفي أمره على الناس، ويقال أيضا: إنه كان يدعى زيادا عندما قتله أخوه، وأن أخاه كان يدعى غصوبا، وأن تلك المعشوقة كانت عبسية. أما القاتل فقد خرج من الحصن بعد هذه الجريمة كما قلت لك، وأما الفتاة فقد بحث عنها الملك المنذر كثيرا فلم يجدها، وأعرف من ثقة أنه بحث عنها في جميع هذه الحصون وقدم بجيشه، وقد كنت معه فحاصر هذا الحصن حصارا شديدا، وأقام يقاتل حوله قتال الأبطال إلى أن التقى بصاحبه في المعركة، وكان في يد خصمه حديدة محماة، فكوى بها الملك في زنده ومرق من الجيش بسرعة جواده، ولم يقدر أحد على معرفته؛ لأن وجهه كان مقنعا بالحديد، والله أعلم إذا كان الملك لا يزال حيا كما يقولون، أم أحاديثهم عنه خرافات وأساطير.

جندي (يدخل) :

انهضوا أيها العبيد إلى أشغالكم، فقد جاء وقت العمل، وإن مولاي حمادا وضيوفه سيزورون هذا المكان، فلا يحسن أن يروكم هنا.

الجزء الثالث (حسان - ليلى - هند)

حسان :

تعالي استندي علي وسيري برفق ... اجلسي على هذا الكرسي قليلا ... كيف حالك اليوم؟

ليلى :

على أسوأ حال، فإن البرد يقرصني وأعضائي ترتجف ضعفا، إن هذه الوليمة قد أزعجتني كثيرا ... (لهند)

انظري ألا يأتينا أحد.

Shafi da ba'a sani ba

حسان :

لا تخافي، فإن أصحابنا يشربون إلى الصباح، ولكن لماذا ذهبت إلى تلك الوليمة لتؤثر على جسمك الضعيف تلك الأغاني والكئوس.

ليلى :

إن حمادا قد حكم علي.

حسان :

حمادا ...؟

ليلى :

اخفض صوتك، فإنه لا يبعد أن يسمعنا ألا تدري أنني خطيبته، وله علي الأمر والنهي.

حسان :

نعم، ولكن كان ينبغي أن تشكي أمرك إلى الشيخ الكبير مولانا، فإن حمادا يخاف منه.

Shafi da ba'a sani ba

ليلى :

وما الفائدة من ذلك، وأنا سائرة في طريق القبر؟

حسان :

ليلى، بالله ما هذا الكلام.

ليلى :

حزن وهم يليه الموت عن عجل

هذي حياة النسا في العالم الفاني

حسان :

أما ترين بهاء الشمس غاربة ... ... ... ... ... ... ...

ليلى : ... ... ... ... ... ... ...

Shafi da ba'a sani ba

نعم وقد مر عنها شهر نيسان

وصارت الأرض في فصل الخريف، وقد

رمت بأوراقها من فوق أغصان

وأصبح البر قفرا لا أنيس به

كأنه مقلة من غير إنسان

حسان :

لكن سترجع أوراق الغصون كما

كانت وتكسو الروابي حسن ألوان

ليلى :

نعم وهذي جماعات الطيور غدت

Shafi da ba'a sani ba

تسير عنا إلى أهل وأوطان

حيث الحرارة تحييها وتنعشها

فتأنس الأرض تغريدا بألحان

حسان :

نعم ولكنها لا بد راجعة

إلى هنا شأنها قبلا إلى الآن

ليلى :

نعم، ولكن أنا هيهات أبصرها

أو أبصر الزهر يزهو بين أفنان

فإن عمري قصير لا انتظار به

Shafi da ba'a sani ba

لعودها وعذاب البين أفناني

حسان :

حبيبة القلب ما هذا الكلام فقد

أجرى الدموع وأذكاني بنيران

ليلى :

ضعني قريبا من الشباك خذ بيدي

وارمي لهذي الأسارى كل همياني

ما أجمل الشمس ما أبهى أشعتها

كأنها وجه صب بائس عاني

تلقي أشعتها حمرا فنحسبها

Shafi da ba'a sani ba

قد كللت هامة الدنيا بتيجان

ويلمع النهر من أنوارها فيرى

كأنه أدمع في خد ولهان

ما أحسن الأرض في عيني وأجملها

كل الحياة بها والكل ينساني

يتيمة لا أب يحنو على سقمي

يوما ولا أم تسليني وترعاني

وحيدة لست ألقى في الورى سندا

لذاك أصبح صرف الموت يلقاني

حسان :

Shafi da ba'a sani ba

لا تكفري لا تقولي أنت واحدة

وها أنا في الورى من بعدك الثاني

إني أحبك يا روحي ويا أملي ... ... ... ... ... ... ...

ليلى : ... ... ... ... ... ... ...

هيهات لم تك يا حسان تهواني

هذا رسول مماتي قد دنا وأنا

أمضي فتسلو غرامي بعد أزمان

حسان :

إن مت مت بلا شك وأقسم بال

حب الصحيح وهذا جل إيماني

Shafi da ba'a sani ba