Thaqib Fi Manaqib

Ibn Hamza Tusi d. 560 AH
189

Thaqib Fi Manaqib

الثاقب في المناقب

Nau'ikan

فلم يزل الرضا (عليه السلام) معهم في ذلك اليوم إلى وقت الزوال، فقال لهم- حين حضر وقت الزوال-: «أنا أصلي وأصير إلى المدينة للوعد الذي وعدت به والي المدينة ليكتب جواب كتابه، وأعود إليكم بكرة إن شاء الله تعالى».

قال: فأذن عبد الله بن سليمان، وأقام، وتقدم الرضا (عليه السلام) فصلى بالناس وخفف القراءة وركع تمام السنة، وانصرف.

فلما كان من الغد عاد إلى مجلسه ذلك، فأتوه بجارية رومية فكلمها بالرومية، والجاثليق يسمع، وكان فهما بالرومية، فقال الرضا (عليه السلام) بالرومية: «يا أمة الله أيما أحب إليك: محمد أو عيسى؟».

فقالت: كان فيما مضى عيسى أحب إلي، حين لم أكن أعرف محمدا، فأما إن عرفت محمدا فمحمد الآن أحب إلي من عيسى، ومن كل نبي.

فقال لها الجاثليق: فإذا كنت دخلت في دين محمد، فتبغضين عيسى؟ قالت: معاذ الله بل أحب عيسى وأؤمن به، ولكن محمدا أحب إلي.

فقال الرضا (عليه السلام) للجاثليق: «فسر للجماعة ما تكلمات به الجارية، وما قلت أنت لها، وما أجابتك به».

ففسر لهم الجاثليق ذلك كله، ثم قال الجاثليق: يا ابن محمد هاهنا رجل سندي، وهو نصراني صاحب احتجاج وكلام بالسندية، فقال له: «أحضرنيه». فأحضره، فتكلم معه بالسندية ثم أقبل يحاجه وينقله من شيء إلى شيء بالسندية في النصرانية، فسمعت السندي يقول بالسندية، ثبطى ثبطى ثبطلة (1) فقال الرضا (عليه السلام): «قد وحد الله تعالى بالسندية».

Shafi 193