هل أطلق عليهم نسبة إلى يعرب بن قحطان، أو نسبة إلى «عربة» من أرض تهامة كما يقول ياقوت؟
إن مؤرخي العرب يختلفون في ذلك كما يختلف فيه غيرهم، ويقول ياقوت في معجم البلدان بعد أن أشار إلى ذلك: «إن كل من سكن جزيرة العرب ونطق بلسان أهلها فهم العرب، سموا عربا باسم بلدهم العربات. وقال أبو تراب إسحاق بن الفرح: عربة باحة العرب، وباحة العرب دار أبي الفصاحة إسماعيل بن إبراهيم - عليهما السلام - أما النبطي فكل من لم يكن راعيا أو جنديا عند العرب من ساكني الأرضين فهو نبطي ...»
وكما قيل: إن العرب سموا بهذا الاسم لأنهم نزلوا إلى الغرب من منازل غيرهم، يقال: إنهم سموا شرقيين
Saracena
عند قوم من أوروبة، وإن الاسم في أصله كان يطلق على قبيلة عربية تسكن إلى الشرق من جبل السراة، ولعلهم سموهم «سراتيين» نسبة إلى الجبل نفسه، وتحرف الاسم بلغات الأوروبيين إلى سراسين!
نذكر هذه الخلافات لنقول: إن وجود العرب في ديارهم سابق لها متقدم عليها، وإن الثقافة العربية ينبغي أن تنسب إلى أمتها قبل أن تسمى بهذا الاسم أو بذاك من الأسماء المختلف عليها؛ فلا اختلاف على نسبة الثقافة إلى الأمة كائنا ما كان الاسم الذي عرفت به عند جيرانها وعند سائر الأمم التي تتحدث عنها، وتختار لها اسمها على حسب مصادره ومناسباته في عرفها. •••
ولا خلاف في علاقة العرب الأقدمين بالجزيرة العربية، ولا في قدم العمران بهذه الجزيرة.
ولا خلاف كذلك في قدم اللسان العربي فيها، ولا في أنه أقدم لسان تكلم به سكانها الأقدمون، ولم يعرف لهم لسان قبله مخالف له في أصوله وخصائصه التي تميز بها بين اللغات العالمية.
أكان المتكلمون بهذا اللسان قبل ثلاثين قرنا مقيمين بالجزيرة العربية أم كانوا مقيمين في موطن آخر ثم هاجروا إليها؟
هنا تختلف الأقوال بين مواطن ثلاثة، هي: الحبشة وبادية الشام وأعالي العراق.
Shafi da ba'a sani ba