وقيل: قام إلى الصلاة وقت السحر، فلما فرغ رفع يديه وقال: اللهم اغفر لي جزعي على يوسف، وقلة صبري، واغفر لولدي ما أتوا إلى أخيهم، فأوحى الله إليه إني قد غفرت لك ولهم أجمعين.
قال جار الله: وقد اختلف في استتابهم.
قوله تعالى:
{فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه}
في كتب المفسرين أن يوسف خرج للقيا يعقوب فيمن معه من الجند، وأهل مصر، وفي هذا دلالة على حسن التعظيم لمن له حالة، وكذا يأتي مثله في التشييع، وقد ورد مثل هذا في تشييع الضيف، وكذا يأتي في لقياه؛ لأن إكرام الضيف قد ندب إليه.
قوله تعالى:
{آوى إليه أبويه}
قيل: أحييت أمه وبشرت، عن الحسن.
وقيل: كانت حية عن ابن إسحاق، وأبي علي.
وقيل: أراد بالأم خالته؛ لأن يعقوب تزوجها بعد موت أمه نفاسا ببنيامين، فالخالة تسمى أما، وكذلك الداية لقيامها مقام الأم.
ولهذا فائدة شرعية :وهي أن من نسب رجلا إلى خالته أو رابته: - وهي الحاضنة له - فقال: يا بن فلانة لم يكن قاذفا لها.
قوله تعالى:
{ورفع أبويه على العرش}
العرش هو السرير الرفيع، وفي ذلك دلالة على جواز اتخاذ السرير الرفيع، وجواز رفع الغير عليه تعظيما للمرفوع.
قوله تعالى:
{وخروا له سجدا}
إن قيل: إن السجود لغير الله لا يجوز، وظاهر الكلام أنهم سجدوا ليوسف؟
قلنا: في ذلك وجوه:
الأول: أن ذلك كان تحية لهم، كتقبيل اليد، لا أن ذلك كان على وجه العبادة.
الثاني: أنهم عظموه بالسجود، والمعبود هو الله سبحانه، كما جاء في قصة آدم :عن الأصم.
الثالث: أن المراد جعلوه قبلة، والسجود لله تعالى،: عن أبي علي.
الرابع: أنه أراد بالسجود الخضوع.
الخامس: أن المراد وسجدوا له، أي : لله، عن ابن عباس.
السادس واستحسنه الحاكم: أن المراد سجدوا له أي : لأجله، وإلا فالسجود لله، لكن هو سبب السجود.
قوله تعالى:
Shafi 92