{ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير}
قيل: نزلت في النضر بن الحارث، وكان ذا جدل ينكر البعث، ويقول: الملائكة بنات الله، والقرآن أساطير الأولين.
ثمرة ذلك:
قبح المجادلة بغير علم، وقبح التقليد في المسائل القطعية.
قال جار الله: ويدخل في ذلك رؤساء أهل البدع والحشوية.
قوله تعالى:
{إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا}
: استدل من جوز نكاح الذمية على أن المشركين خلاف اليهود والنصارى لأجل العطف، فلا يدخلون في قوله تعالى: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن} ومن منع قال: إنما أعاد ذكرهم تفخيما لأمرهم كقوله تعالى: {وملائكته وجبريل} وإلا فالشرك اسم عام للكفر، وأي شرك أعظم من شرك النصارى.
قوله تعالى:
{هذان خصمان اختصموا في ربهم}
يعني المؤمنين والكفار، فجعل الكفار على اختلافهم صنفا.
قال أبو حنيفة: فدل على أن الكفر ملة واحدة يرث بعضهم من بعض.
والمذهب والشافعي: هم ملل مختلفة.
قوله تعالى:
{إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والبادي ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم، وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود}
قيل: نزلت في المشركين الذين بمكة لما صدوا الرسول -عليه السلام- عن مكة عام الحديبية.
وقيل: هو عام في جميع الكفار؛ لأن عادتهم ذلك، والمعنى منعوهم عن الحج والعمرة.
وقيل: عن الهجرة، وقيل: عن الدين، وقيل: عن تعلم الدين.
قال الحاكم: لا تنافي بين ذلك، فيحمل على الجميع.
Shafi 330