{قال رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني، يفقهوا قولي، واجعل لي وزيرا من أهلي، هارون أخي}.
ثمرة هذه الجملة:
أن كل مأمور بأمر يحسن منه أن يسأل ما يستعين به على أدائه.
وهذه أمور تعين على الأمور المتعلقة بالأنبياء، والأئمة والقضاة والولاة:
أولها: شرح الصدر، وهو يتضمن ألا تشغله الصحة والغم فيشغل ذلك قلبه، ويمنعه عن أداء ما أمر به. والشجاعة: فلا يكون جبانا فيكون جبنه مانعا له من إنفاذ الأمور.
ثانيها: تيسير الأمر فلا يكون ما دخل فيه شاقا عليه، وفي حديث أبي ذر أنه لما طلب الإمارة قال له صلى الله عليه وآله وسلم: ((إنك ضعيف وإنها أمانة)) فينبغي أن لا يكون صاحب الولاية كثير العلل؛ لأن ذلك يمنع من المقصود.
الثالث: حل القعدة من لسانه؛ لأنه كان في لسانه عقدة، والبيان يتعلق باللسان، ولأنه يتعلق به التنفير.
قيل: كانت العقدة خلقة فحلها الله تعالى معجزة له.
وقيل: كانت بسبب الجمرة التي وضعها على لسانه، وذلك لأنه أخذ بلحية فرعون فنتفها فهم بقتله، فقالت آسية: إنه صبي لا يعقل، وعلامته أن تقرب من التمرة والجمرة فيأخذ الجمرة فقربا منه فأخذ الجمرة: عن سعيد بن جبير، ومجاهد، والسدي.
وقيل: إن جبريل -عليه السلام- حول يده من التمرة إلى الجمرة، واختلف هل بقي شيء من العقدة؟ فعن الحسن :حلت لقوله تعالى:{قد أوتيت سؤلك ياموسى} وصححه الحاكم.
وقيل: بقي بعضها عن أبي يعلي لقوله تعالى:{ولا يكاد يبين} وقوله تعالى:{وأخي هارون هو أفصح مني لسانا}.
Shafi 207