146

Thalathia Al-Burda

ثلاثية البردة بردة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

Mai Buga Littafi

دار الكتب القطرية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٠٠

Inda aka buga

الدوحة

Nau'ikan

هذا العرش فاستلم..) وفي ذلك تقديم لمحمد بن عبد الله ﷺ على سائر الأنبياء والرسل وتعظيم لشأنه بقربه من الله.
وهذا جرس ذو رنين خاص يجمع بين الرهبة والسلامة والألفة مؤكدا أن أحمد شوقي أراد أن يفصل معجزة الاسراء والمعراج عن غيرها لما لها من خاصية تفوق كافة معجزات الرسول ﷺ، فكل معجزاته فيما عدا الاسراء والمعراج منطقية وقريبة من العقل ولا تحتاج إلى خيال أو قدرة إيمانية خاصة لتصديقها أما قصة الاسراء والمعراج فهي تحتاج إلى قدرة عاتية خاصة بالمسلمين فقط، بل وبالمسلمين العارفين أصول دينهم والواثقين بقدرة الله عليهم ومنهم أحمد شوقي فقد أراد أن يكرم هذه المعجزة، فأضفى على جرس وصفه لها مهابة وعظمة مع بساطة والفة بحيث صارت تجمع بين النقيضين (المهابة والجرس الفخم، والألفة والبساطة) والتي استطاع أن يتفوق فيها على إمامه وشيخه البوصيري تفوقا ليس إيمانيا فقط ولكن تفوقا فنيا في اختيار الألفاظ والأخيلة والمعاني وفي النسق الموسيقي الخارجي والموسيقي الداخلية لشعره، ويعتبر تناول وصف المعجزات ومولد الرسول ﷺ تفوقا تاما لأحمد شوقي على الإمام البوصيري من الناحية الفنية.
٦- طلب الأمان: -
وهذا الغرض اقتصر على كعب بن زهير فلم يكتب فيه كل من الإمام البوصيري أو أحمد شوقي لانتقاء طلب الأمان لديهما ولأنهما مسلمان أما كعب فهو يطلب الأمان لأنه لم يكن قد أسلم بعد، وإنما تم إسلامه قبيل إلقائه القصيدة أمام الرسول ﷺ بلحظات قصار، فهو يبين لنا أن الناس المغرضين قد نبئوه أي أنه لم يسمع بنفسه، ولذلك فعندما وقف أمام الرسول ﵊ يطلب منه بأسلوب رقيق قائلا: (مهلا) وهو طلب من الأدنى إلى الأعلى ثم تلاه بكلمة (هداك) وهي توحي بالمدح وتعني بالتفصيل يا من هداك الله، ومن السياق ككل يطلب كعب من الرسول ﷺ أن يتمهل في عقابه بحق الرسالة التي أعطاها الله له ﷺ كما يطلب في البيت الذي يليه أن يترفق به وأن يعيد التحقيق

1 / 156