(44) -[-10] حدثنا جعفر بن حميد بن عبد الكريم بن فروخ بن ديزج بن بلال بن سعد الأنصاري ثم الدمشقي، ثنا جدي لأمي عمر بن أبان بن مفضل المدني، قال: أراني أنس بن مالك الوضوء، أخذ ركوة فوضعها عن يساره، وصب على يده اليمنى فغسلها ثلاثا، ثم أدار الركوة على يده اليمنى فغسل يساره ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، ويديه إلى المرفقين ثلاثا، ومسح برأسه ثلاثا، وأخذ ماء جديدا لصماخيه، فمسح صماخيه، فقلت له: يا عم، قد مسحت أذنيك، فقال لي: يا غلام، إنهما من الرأس ليس هما من الوجه، ثم قال: يا غلام، هل رأيت وفهمت أو أعيد عليك؟ فقلت: قد كفاني وقد فهمت، قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ. لم يرو عمر بن أبان عن أنس حديثا غير هذا (45) -[-10] حدثنا عبيد الله بن رماحس القيسي، برمادة الرملة سنة أربع وسبعين ومائتين، قال: حدثنا أبو عمرو زياد بن طارق، وكان قد أتت عليه عشرون ومائة سنة، قال: سمعت أبا جرول زهير بن صرد الجشمي، يقول: لما أسرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين يوم هوازن، وذهب يفرق السبي والشاء، أتيته وأنشأت أقول هذا الشعر:
امنن علينا رسول الله في كرم ... فإنك المرء نرجوه وننتظر
امنن على بيضة قد عاقها قدر ... مشتت شملها في دهرها غير
أبقت لنا الدهر هتافا على حزن ... على قلوبهم الغماء والغمر
إن لم تداركهم نعماء تنشرها ... يا أرجح الناس حلما حين يختبر
امنن على نسوة قد كنت ترضعها ... إذ فوك تملأه من مخضها الدرر
إذ أنت طفل صغير كنت ترضعها ... وإذ يزينك ما تأتي وما تذر
لا تجعلنا كمن شالت نعامته ... واستبق منا فإنا معشر زهر
إنا لنشكر للنعماء إذ كفرت ... وعندنا بعد هذا اليوم مدخر
فألبس العفو من قد كنت ترضعه ... من أمهاتك إن العفو مشتهر
يا خير من مرحت كمت الجياد له ... عن الهياج إذا ما استوقد الشرر
إنا نؤمل عفوا منك تلبسه ... هذي البرية إذ تعفو وتنتصر
Shafi 46