418

Tayyasar Tafsiri

تيسير التفسير

Nau'ikan

ولا يكلمهم الله

[آل عمران: 77] ويرده أن المعنى لا يكلمهم بما ينفعهم، ألا ترى إلى قوله:

ثم نقول للذين أشركوا

[الأنعام: 22] وقوله:

قال أليس هذا بالحق

[الأنعام: 30] إلخ..

[6.63]

{ قل } لأهل مكة توبيخا على عبادة مالا يدفع ضرا ولا يجلب نفعا { من ينجيكم من ظلمات البر والبحر } فى أسفاركم وأحضاركم من شدائدهما، كالخسف فى البر واللدغ وأكل السباع والضلال عن الطريق، وكالغرق فى البحر والضلال فيه والأمواج والرياح العاصفة وبلع الحوت الكبير، وتعرضه للسفينة، أو ذلك والظلمة الحقيقية الحاصلة بالليل والسحاب على عموم المجاز، أو الجمع بينه وبين الحقيقة، وهو مطلق الهول الشديد الشبيه بالظلمة بجامع الهول، فإن الشدة تذهل العقل حتى يمر بك شىء فلا تراه، يقال: يوم مظلم، ويوم ذو كواكب، وهول الظلمة شبيه بالظلمة نفسها فليس فى ذلك تشبيه الشىء بنفسه، { تدعونه } حال من الكاف، أى داعين، أو من ضمير ينجى، أو مدعوا، أو مستأنف { تضرعا } ذوى تضرع برفع صوت، أو متضرعين { وخفية } وذوى خفاء دعاء، أو خفية اسم مصدر، أى وذوى إخفاء، أو مخفين، أو تدعونه دعاء تضرع ودعاء خفية، أو ضمن تدعون معنى تعلنون وتخفون كقعدت جلوسا { لئن أنجانا من هذه } أى من هذه الظلمات، وجملة القسم وجوابه محكى بتدعونه تعدى لواحد بنفسه، والآخر بتضمنه معنى تقولون، أو يقدر له قول هو حال، أى قائلين والله إن أنجيتنا من هذه { لنكونن من الشاكرين } المؤمنين الشاكرين لنعمك بالتوحيد والعبادات، والمشركون لا يخافون وقوع الخسف فلا يدخل فى قوله لئن أنجيتنا من هذه لأنهم لا يرون أثره كما يرون موج البحر ورياح البحر، ولا يكفى جوابا اعتباره فى ظلمات البر باعتبار مشارفته لا وقوعه، لأنهم أيضا لا يعترفون بمشارفته. اللهم إلا أن يتخيلوه حين ظلمة الليل فى البر مع الريح.

[6.64]

{ قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب } لا محيد لهم عن أن يقولوه فقله أنت ولا تنتظرهم، ولا سيما أنهم يبطئون عن قوله أو يجحدون، وقد اعتقدوا صحته، فقد تحملهم بقولك على الإقرار به، والكرب غم النفس، أى ومن كل غم، أو من كل ما يغم سواها، فذلك إنجاء من شدائد البدن وشدائد القلب { ثم أنتم تشركون } به الأصنام، ثم لاستبعاد الإشراك ولياقته مع اعترافهم بأن الله هو المنجى من ظلمات البر والبحر، ومن كل غم، ومقتضى قوله

Shafi da ba'a sani ba