، ولو استحسن الكسائى فى الحديث حذف اللام ولا { والله بكل شىء عليم } من مصالح الحياة والموت.
لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، لا ملجأ من الله إلا إليه.
[5 - سورة المائدة]
[5.1]
{ بسم الله الرحمن الرحيم * يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود } ما بين الخلق والخالق وما بين الخلق، وسواء فى ذلك ما وجب، وذلك كعقد النكاح والبيع والرهن والنذر والحلف، وما أمر الله تعالى بفعله أو تركه والإحرام بالحج والعمرة وما يستحب واجتناب المكروه، والأمر حقيقة فى الوجوب على الصحيح، فاستعماله فى الوجوب والندب من عموم المجاز كذلك، وأصل العقد الجمع بين منفصلين عسر الانفصال أو لم يعسر، وقيل: أصله الربط ثم استعمل مجازا فى العهد الموثق، وقيل: العقد فيه معنى الاستيثاق والشد ولا يكون إلا بين اثنين، والعهد قد ينفرد به واحد، ويرده قوله تعالى
عقدتم الأيمان
[المائدة: 89]، فإن الحلف لا يلزم أن يكون بين اثنين { أحلت لكم بهيمة الأنعام } تفصيل للعقود، والبهيمة كل حى لا يميز ولو قملة أو دودة، وقيل اسم لكل ذى أربع من حيوان البحر والبر، من قولهم: استبهم الأمر إذا أشكل، وسميت لأن أمر كلامها وأحوالها أبهم على غالب الخلق، ولأن الأمر أبهم عليها ولا تدرك إلا بعض أمور بظاهرها، وإضافة البهيمة للبيان إضافة عام لخاص، والأنعام الذكر والأنثى من الضأن والماعز والبقر والإبل فهن ثمانية وألحق بهن الظباء وبقر الوحش ونحوهما مما يماثل الأنعام فى الاجترار وعدم الأنياب، ومن الطير التى لا مخلب لها، وذلك قياس وسنة ويجوز أن يراد بالبهيمة غير الأنعام من تلك الأشياء، وأضيفت إلى الأنعام، للشبه، ويؤيده أنه لو أريد بالبهيمة الأنعام لقيل: أحلت لكم الأنعام، إلا أن يقال إنه أريد الأنعام وذكر البهيمة لفائدة الإجمال ثم التفصيل وهى أنه أوقع فى النفس، وإن قلنا البهائم ذوات القوائم الأربع، خصت أيضا بالثمانية كما يدل عليه إضافته للأنعام للبيان، وعن ابن عباس وابن عمر وأبى جعفر وأبى عبدالله والشافعى أن بهيمة الأنعام هي الأجنة تخرج من بطون الأنعام وهى ميتة بعد ذكاة أمهاتها المغنى عن ذكاتها. { إلا ما يتلى عليكم } بعد فى هذه السورة إذا نزل وهو قوله: حرمت عليكم الميتة..إلخ. نزل قوله تعالى:
اليوم أكملت لكم دينكم
[المائدة: 3] فى عرفات عام حجة الوداع، وقرأ صلى الله عليه وسلم فى خطبته، وقال:
" أيها الناس إن سورة المائدة من آخر القرآن نزولا، فأحلوا حلالها وحرموا حرامها "
Shafi da ba'a sani ba