304

Tayyasar Tafsiri

تيسير التفسير

Nau'ikan

{ وإن من أهل الكتاب } ما أحد من أهل الكتاب، يشمل الصابئين، وقيل المراد اليهود { إلا } والله { ليؤمنن به } أى بعيسى، أنه عبد الله ورسوله وقيل هاء به لله تعالى، وقيل لمحمد صلى الله عليه وسلم، وفى القولين ضعف، ولم يجر ذكر له صلى الله عليه وسلم، والقسم وجوابه مقول لقول محذوف، أي إلا يقال فى حقه والله ليؤمنن به، فإن الجملة نعت لمحذوف، والقسم إنشاء، والإنشاء لا يكون نعتا، أى إلا أحد مقول فيه، والله ليؤمنن به، وقيل، المعتمد الجواب، وهو إخبار لا إنشاء، وانتفاء المحل بجواب القسم، ومحل الرفع على الخبرية له مع القسم { قبل موته } أى موت الكتابى ذاك، قال الحجاج ما قرأت هذه الآية إلا وفى نفسى منها شىء، فإنى أضرب عنق اليهودى والنصرانى ولا أشم منه الإيمان فقال شهر بن حوشب: إن اليهودى إذا حضره الموت ضربت الملائكة وجهه ودبره وقالوا، يا عدو الله، أتاك عيسى نبيا فكذبت به، فيقول، آمنت أنه عبد الله ورسوله، وتقول للنصرانى، يا عدو الله أتاك عيسى نبيا وزعمت أنه إله أو ابن إله فيقول، آمنت أنه عبد الله، وذلك حين لا ينفعهم الإيمان، فاستوى الحجاج جالسا، فقال: عن من نقلت هذا، فقال، حدثنى به محمد بن الحنفية فأخذ ينكت فى الأرض بقضيب، ثم قال، لقد أخذتها من عين صافية، وعن شهر بن حوشب، والله ما أخذتها إلا عن أم سلمة، ولكن أحب أن أغيظه بأهل البيت، والحجاج من بنى أمية، وفسرها ابن عباس كذلك، فقال عكرمة: إن قتل فأين الإيمان؟ قال: يحرك به شفتيه قبل خروج روحه، قال، فإن خر من فوق بيته أو أحترق أو أكله سبع، قال: لا تخرج روحه حتى يؤمن، والآية تحريض على أن تؤمنوا بعيسى عليه السلام، أو الهاءان لعيسى، والإيمان به إنما هو بعد نزوله، كما روى أنه ينزل بعد خروج الدجال فيقتله، ويقتل أهل الكتاب كلهم فلا يكون فى الأرض منهم إلا مؤمن، ويقبل إيمانهم، وقيل لا يقبل لأنه حين لا ينفعهم لمشاهدتهم، وقيل، إذا نزل آمن به كل كتابى وكل مشرك، فتكون الدنيا كلها محمدية، ثم تكون الفجار بعد موت عيسى، أو لا يقبل إيمانهم للمشاهدة { ويوم القيامة يكون } عيسى { عليهم شهيدا } على اليهود بالتكذيب وعلى النصارى بدعوى أنه إله أو ابن إله.

[4.160]

{ فبظلم } متعلق بحرمنا، والباء سببية، وقدم تنبيها على قبح سبب التحريم، والتنكير لتعظيم ظلمهم، وهو نقض الميثاق، وقولهم اجعل لنا إلها، وقولهم، أرنا الله جهرة وعبادة العجل ونحو ذلك { من الذين هادوا } نعت لظلم، وذكرهم بلفظ هادوا إيذانا بكمال سوئهم إذ قارفوا ذنوبا عظاما بعد ما زعموا أنهم هادوا، أى تابوا عن عبادة العجل، وإيذانا بأنهم ينقضون العهد والتوبة { حرمنا عليهم طيبات } مذكورة فى قوله عز وجل

حرمنا كل ذى ظفر..

[الأنعام: 146] الآية { أحلت لهم } نعت طيبات، أى أحلت لهم قبل، أحلت قبل التوراة وحرمت فيها، وقيل، أحلت فيها، وحرمت بعد نزولها، وكانوا كلما ارتكبوا معصية من المعاصى التى اقترفوها يحرم عليهم نوع من الحلال، ويزعمون أنها لم تحرم علينا، بل على إبراهيم ونوح ومن بعدهما حتى انتهى التحريم إلينا، فكذبهم الله عز وجل بقوله،

كل الطعام كان حلا لبنى إسرائيل...

[آل عمران: 93] إلى قوله:

إن كنتم صادقين

[آل عمران: 93]، أى فى ادعائكم أنه تحريم قديم، وقيل، المحرم عليهم ما فى سورة الأنعام، ويرده، أن التحريم فى التوراة ولم يكن يومئذ كفر بمحمد صلى الله عليه وسلم وبعيسى عليه السلام، وأجيب بأن المراد استمرار التحريم فى قوله حرمنا عليهم { وبصدهم عن سبيل الله كثيرا } أى وبإعراضهم عن سبيل الله إعراضا كثيرا أو زمانا كثيرا، أو بصدهم عن سبيل الله ناسا كثيرا، والعطف على بظلمهم، قال أهل المعانى، العطف على المتقدم ينافى الحصر، نحو بزيد مررت وبعمرو، وهو مقيد بما إذا لم يكن الثانى لبيان الأول، وبما إذا لم يكن الحصر من دليل آخر أيضا، ومثال البيان، بذنب ضربت زيدا وبسوء أدبه.

[4.161]

Shafi da ba'a sani ba