261

Tayyasar Tafsiri

تيسير التفسير

Nau'ikan

{ إن الذين كفروا بأيآتنا } المعهودون، والآيات القرآن، أو للكفار مطلقا، والآية كذلك فيدخل المعهودون والقرآن وبالأولى { سوف نصليهم نارا } ندخلهم إياها، سوف للوعيد والتهديد، كالسين فى قوله تعالى:

سأصليه سقر

[المدثر: 26]، ولتأكيد الوعد كقوله تعالى:

ولسوف يعطيك ربك

[الضحى: 5] { كلما نضجت } احترقت وصارت كأنها لحم مطبوخ { جلودهم بدلناهم جلودا غيرها } رددناها بنفسها على صورتها الأولى، فسمى ردها إلى الصورة الأولى عن الصورة المغيرة هى إليها تبديلا، أو رددناها بنفسها إلى صورة أخرى غير الأولى وغير الصورة المتغيرة، وهكذا صورة بعد صورة بلا تناه، وعنه صلى الله عليه وسلم:

" يبدل جلد الكافر فى كل ساعة مائة مرة "

،وعن عمر مرفوعا،

" مائة وعشرين "

، وكذا قال كعب، وقال الحسن: سبعين ألف مرة فى اليوم، والجلد فى ذلك واحد هو الأول، كما تقول صغت من خاتمى خاتما غيره، وصغت من خاتمى قرطا، والجسم واحد، كما روى أن الروح تقول للجسم بك صرت هنا وأنت الفاعل، ويقول الجسم أنت الآمر المتصرف، وإنما تتغير الصفة، ومن ذلك أن يفسر التبديل بإزالة أثر الإحراق، فيعود الإحساس تاما كالأول، وعن ابن عباس، يبدلون جلودا بيضاء كالقراطيس وتحرق، وهكذا أو يبقى التبديل على ظاهره، ولا ظلم فى ذلك لأن المتألم القلب لا ذلك الجلد المحدث غير الذى هو عليه فى الدنيا على هذا، ويناسب أنه غير الأول لأن من أهل النار من يملأ زاوية من جهنم وأن سن الجهنمى كجبل أحد، وأن طول السعيد ستون ذراعا، وعرضه سبع، وأجيب بأن ذلك كله هو ما فى الدنيا ينمو { ليذوقوا العذاب } ليدوم ذوقه، ويتجدد حزنهم كلما بدلت، ولو أبقى جلدا واحدا محترقا لم يحس ولله أن يفعل ما شاء، ولو شاء لأوصل العذاب مع بقائه محترقا، أخبرهم الله عز وجل بالتبديل دفعا لما يتوهم من أن احتراق الجلد يمنع الاحتراق لما وراه { إن الله كان عزيزا } غالبا على جميع الممكنات { حكيما } لا يفعل إلا الصواب، ومن هذا شأنه لم يبعد مع كرمه ورحمته أن يعذب الضعيف العاصى بهذا العذاب الدائم العظيم، لأن ذلك من حكمته ولا يخلف الوعد ولا الوعيد.

[4.57]

Shafi da ba'a sani ba