Tasirin Matalib
تيسير المطالب في أمالي أبي طالب
Nau'ikan
فهل بلغكم أن الدنيا سمحت لهم، بل أهلكتهم بالخطوب ودهمتهم بالقوارع، وهل صحبتهم إلا بالتعسف وهل أعقبتهم إلا النار؟! أفهذه تؤثرون أو فيها ترغبون، والله تبارك وتعالى يقول :{من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون، أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون}[هود:15،16] بئست الدار لمن لا ينهنهها ولم يكن فيها على وجل.
إعلموا -وأنتم تعلمون- أنكم لا بد تاركوها أنها كما قال عز وجل: لعب ولهو {اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد}[الحديد:20] فاعتبروا بمن قد رأيتم من إخوانكم، صاروا في التراب رميما لا يرجى نفعهم ولا يخشى ضرهم، وهم كمن لم يكن، وكما قال الله عز وجل: {فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا}[القصص:58] استبدلوا بظهر الأرض بطنا وبالأنس غربة، وبالأهل وحدة، غير أن قد ضعنوا بأعمالهم إلى الحياة الدائمة أو الشقوة اللازمة.
Shafi 316