Tasirin Matalib
تيسير المطالب في أمالي أبي طالب
Nau'ikan
يا كميل بن زياد، العلم خير من المال، العلم يحرسك والمال تحرسه، والمال تنقصه النفقة، والعلم يزكو على الإنفاق، والعلم حاكم والمال محكوم عليه.
مات خزان الأموال والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة، هاه هاه إن هاهنا علما جما -وأومأ بيده إلى صدره- لو أصبت له حملة، بل أصبت له لقنا غير مأمون مستعملا آلة الدين للدنيا يستظهر بحجج الله على خلقه وبنعمه على عباده، أو منقادا للشك ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة، لاذا ولا ذاك أقمن، أو منهوما باللذات، سلس القياد للشهوات، أو مغرما بالجمع والادخار ليسا من رعاة الدين، أقرب شبها بهما الأنعام السائمة، كذلك العلم يموت بموت صاحبه، اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم بحجة كيلا تبطل حجج الله وبيناته أولئك الأقلون عددا الأعظمون عند الله قدرا، بهم يدفع الله عن حججه حتى يردوها إلى نظرائهم ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقيقة الأمر فاستلانوا ما استوعره المترفون، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون، صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى، أولئك خلفاء الله في أرضه والدعاة إلى دينه، هاه هاه شوقا إلى رؤيتهم وأستغفر الله لي ولك. إذا شئت فقم).
Shafi 246