Taysir Bi Sharh
التيسير بشرح الجامع الصغير
Mai Buga Littafi
مكتبة الإمام الشافعي
Lambar Fassara
الثالثة
Shekarar Bugawa
١٤٠٨هـ - ١٩٨٨م
Inda aka buga
الرياض
أذن لَهُ فِي الْقرب من حَضرته (فَقَالَ إِنِّي أحبّ فلَانا فَأَحبهُ) يَا جِبْرِيل (فَيُحِبهُ جِبْرِيل ثمَّ يُنَادي) جِبْرِيل (فِي السَّمَاء) أَي فِي أَهلهَا (فَيَقُول) يَا أهل السَّمَاء (إنّ الله يحبّ فلَانا فَأَحبُّوهُ) أَنْتُم (فَيُحِبهُ أهل السَّمَاء) أَي الْمَلَائِكَة (ثمَّ يوضع لَهُ الْقبُول فِي) أهل (الأَرْض) أَي تحدث لَهُ فِي الْقبُول مودّة ويزرع لَهَا فِيهَا مهابة فتحبه الْقُلُوب وترضى عَنهُ النُّفُوس من غير تودّد مِنْهُ وَلَا تعرض لسَبَب (وَإِذا أبْغض عبدا) أَي أَرَادَ بِهِ شرا أَو أبعده عَن الْهِدَايَة (دَعَا جِبْرِيل فَيَقُول أَنِّي أبْغض فلَانا فَأَبْغضهُ فَيبْغضهُ جِبْرِيل ثمَّ يُنَادي فِي أهل السَّمَاء أنّ الله يبغض فلَانا فَأَبْغضُوهُ فَيبْغضُونَهُ ثمَّ تُوضَع لَهُ الْبغضَاء فِي الأَرْض) أَي فَيبْغضهُ أَهلهَا جَمِيعًا فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ بِعَين الإزدراء وَتسقط مهابته فِي النُّفُوس وإعزازه من الصُّدُور من غير إِيذَاء مِنْهُ لَهُم وَلَا جِنَايَة عَلَيْهِم (م عَن أبي هُرَيْرَة) وَرَوَاهُ البُخَارِيّ بِدُونِ ذكر الْبغضَاء
(إنّ الله إِذا أطْعم نَبيا طعمة) بِضَم الطَّاء وَسُكُون الْعين أَي مأكلة وَالْمرَاد الْفَيْء وَنَحْوه (فَهِيَ للَّذي يقوم) بالخلافة (من بعده) أَي يعْمل فِيهَا مَا كَانَ الْمُصْطَفى يعْمل لَا أَنَّهَا تكون لَهُ ملكا كَمَا وهم فَلَا يُنَافِيهِ خبر مَا تركت بعد نَفَقَة نسَائِي وَمؤنَة عَامِلِي صَدَقَة (د) وَكَذَا أَحْمد (عَن أبي بكر) الصدّيق ضَعِيف لضعف مُحَمَّد بن فُضَيْل والوليد بن جَمِيع
(إنّ الله إِذا أَرَادَ رَحْمَة أمّة) أَي إمهالها وتأخيرها (من عباده قبض نبيها) أَي أَخذه بِمَعْنى توّفاه (قبلهَا) أَي قبل قبضهَا (فَجعله لَهَا فرطا) بِفتْحَتَيْنِ بِمَعْنى الفارط المتقدّم إِلَى المَاء ليهيء السَّقْي يُرِيد أَنه شَفِيع يتقدّم أَو سلفا بَين يَديهَا) وَهُوَ المقدّم فَهُوَ من عطف المرادف أَو أَعم وَفَائِدَة التقدّم الْأنس والطمأنينة وَقلة كرب الغربة أَو الْأجر لشدّة الْمُصِيبَة (وَإِذا أَرَادَ هلكة أمة) بِفَتْح الْهَاء وَاللَّام هلاكها (عذبها ونبيها حيّ) أَي وَهُوَ مُقيم بَين أظهرهم (فأهلكها وَهُوَ ينظر) إِلَى هلاكها (فأقرّ عينه) أَي فرحه وبلغه أمْنِيته وَذَلِكَ لأنّ المستبشر الضاحك يخرج من عينه مَاء بَارِد فيقرّ (بهلكتها) فِي حَيَاته (حِين كذبوه) فِي دَعْوَاهُ الرسَالَة (وعصوا أمره) لعدم اتِّبَاع مَا جَاءَ بِهِ من عِنْد الله وَفِيه بشرى عَظِيمَة لهَذِهِ الأمّة (م عَن أبي مُوسَى) الْأَشْعَرِيّ
(إنّ الله تَعَالَى إِذا أَرَادَ أَن يخلق عبدا للخلافة مسح يَده على جَبهته) يَعْنِي ألْقى عَلَيْهِ المهابة وَالْقَبُول ليتَمَكَّن من إِنْفَاذ الْأَوَامِر ويطاع فمسحها كِنَايَة عَن ذَلِك (خطّ عَن أنس) وَقَالَ مغيث بن عبد الله ذَاهِب الحَدِيث
(إنّ الله إِذا أَرَادَ أَن يخلق خلقا للخلافة مسح يَده على ناصيته) أَي مقدّم رَأسه زَاد فِي رِوَايَة بِيَمِينِهِ (فَلَا تقع عَلَيْهِ عين) أَي لَا ترَاهُ عين إِنْسَان (لَا أحبته) وَمن لَازم محبَّة الْخلق لَهُ امْتِثَال أوامره وتجنب نواهيه وَتمكن هيبته من الْقُلُوب (ك عَن ابْن عَبَّاس) قَالَ ابْن حجر وَشَيخ الْحَاكِم ضَعِيف
(إنّ الله إِذا أنزل عاهة) أَي بلَاء (من السَّمَاء) أَي من جِهَتهَا (على أهل الأَرْض) أَي ساكنيها (صرفت) أَي صرفهَا الله (عَن عمار الْمَسَاجِد) بِذكر الله تَعَالَى لَا من عمرها وَهُوَ منْكب على دُنْيَاهُ معرض عَن أخراه قَالَ بَعضهم يُؤْخَذ مِنْهُ أَن من عمل صَالحا فقد أحسن إِلَى جَمِيع النَّاس أَو سيأ فقد أَسَاءَ إِلَى جَمِيعهم لِأَنَّهُ سَبَب لنزول الْبلَاء وَالْبَلَاء عَام وَالرَّحْمَة مُخْتَصَّة (ابْن عَسَاكِر عَن أنس) وَغَيره
(إنّ الله تَعَالَى إِذا غضب على أمّة لم ينزل بهَا) أَي وَالْحَال أَنه لم ينزل بهَا (عَذَاب خسف) بِالْإِضَافَة أَي وَلم يعذبها بالخسف بهَا (وَلَا مسخ) أَي وَلم يعذبها بمسخ صورها قردة أَو خنازير مثلا (غلت أسعارها) أَي ارْتَفَعت أسعار أقواتها (وَيحبس) يمْنَع (عَنْهَا أمطارها) فَلَا يمطرون وَقت الْحَاجة (وَولى عَلَيْهَا شِرَارهَا) أَي يُؤمر
1 / 244