221

Taysir Bi Sharh

التيسير بشرح الجامع الصغير

Mai Buga Littafi

مكتبة الإمام الشافعي

Lambar Fassara

الثالثة

Shekarar Bugawa

١٤٠٨هـ - ١٩٨٨م

Inda aka buga

الرياض

(اللَّهُمَّ حجَّة) أَي أَسأَلك حجَّة مبرورة (لَا رِيَاء فِيهَا وَلَا سمعة) بل تكون خَالِصَة لوجهك مقربة إِلَى حضرتك (٥ عَن أنس)
(اللَّهُمَّ أَنِّي أعوذ بك من خَلِيل ماكر) أَي يظْهر الْمحبَّة والوداد وَهُوَ فِي بَاطِن الْأَمر محتال مخادع (عَيناهُ ترياني) أَي ينظر إليّ بهما نظر الْخَلِيل لخليله خداعا ومداهنة (وَقَلبه يرعاني) يُرَاعِي إيذائي وَهُوَ لَهُ بالمرصاد (ان رأى) مني (حَسَنَة) أَي علم مني بِفعل حَسَنَة (دَفنهَا) سترهَا وغطاها كَمَا يدْفن الْمَيِّت (وَإِن رأى) مني (سَيِّئَة) أَي علم مني بِفعل خَطِيئَة زللت بهَا (أذاعها) نشرها وَأظْهر خَبَرهَا بَين النَّاس قيل أَرَادَ الْأَخْنَس بن شريق وَقيل عَام فِي الْمُنَافِقين وذم أَعْرَابِي قوما فَقَالَ قُلُوبهم أمرّ من الدفلي وألسنتهم من الْعَسَل أحلى وَقَالَ الشَّاعِر
(إِذا نصبوا لِلْقَوْلِ قَالُوا حسنوا ... وَلَكِن حسن القَوْل خَالفه الْفِعْل)
وَقَالَ الأندلسي
(النَّاس شبه ظروف حشوها صَبر ... وَبَين أفواهها شَيْء من الْعَسَل)
(تحلو لذائقها حَتَّى إِذا انكشفت ... لَهُ تبين مَا تحويه من زغل)
وَقَالَ الْقَائِل
(وَأكْثر من تلقى يَسُرك قَوْله ... وَلَكِن قَلِيل من يَسُرك فعله)
وَبَالغ فِي الذَّم من قَالَ
(لم يبْق فِي النَّاس إِلَّا الْمَكْر والملق ... شوك إِذا اختبروا زهر إِذا رمقوا)
(فَإِن دعَاك إِلَى إيلافهم قدر ... فَكُن حجيما لَعَلَّ الشوك يَحْتَرِق)
وَقَالَ الْقَائِل
(يُرِيك النَّصِيحَة عِنْد اللِّقَاء ... ويبريك فِي السِّرّ بَرى الْقَلَم)
(فَبت حبالك من وَصله ... وَلَا تكثرن عَلَيْهِ النَّدَم)
وَقَالُوا الْمُنَافِق يطيعك لِسَانه ويعصيك قلبه (ابْن النجار) فِي تَارِيخه (عَن سعيد) بن أبي سعيد كيسَان (المَقْبُري مُرْسلا) أرسل عَن أبي هُرَيْرَة وَغَيره قَالَ أَحْمد لَا بَأْس بِهِ
(اللَّهُمَّ اغْفِر لي ذُنُوبِي وخطاياي) أَي استرها (كلهَا) صغيرها وكبيرها (اللَّهُمَّ انعشني) ارفعني وقوّ جأشي (وأجبرني) سدّ مفاقري (واهدني لصالح الْأَعْمَال) أَي للأعمال الصَّالِحَة (والأخلاق) جمع خلق بِالضَّمِّ الطَّبْع والسجية (فَإِنَّهُ لَا يهدي لصالحها وَلَا يصرف سيئها إِلَّا أَنْت) لِأَنَّك المقدّر للخير وَالشَّر فَلَا يطْلب جلب الْخَيْر وَلَا دفع الشَّرّ إِلَّا مِنْك (طب عَن أبي أُمَامَة) الْبَاهِلِيّ وَرِجَاله موثقون
(اللَّهُمَّ بعلمك الْغَيْب) الْبَاء للاستعطاف والتذلل أَي أنْشدك بِحَق عَمَلك مَا خفى على خلقك مِمَّا استأثرت بِهِ (وقدرتك على الْخلق) جَمِيع الْمَخْلُوقَات من أنس وجن وَملك وَغَيرهَا (أحيني مَا علمت الْحَيَاة خيرا لي وتوفني إِذا علمت الْوَفَاة خيرا لي) عبر بِمَا فِي الْحَيَاة لاتصافه بِالْحَيَاةِ حَالا وبإذا الشّرطِيَّة فِي الْوَفَاة لانعدامها حَال التَّمَنِّي (اللَّهُمَّ وَأَسْأَلك الخشية) عطف على مَحْذُوف واللهم مُعْتَرضَة (فِي الْغَيْب وَالشَّهَادَة) فِي السِّرّ وَالْعَلَانِيَة أَو المشهد والمغيب فَإِن خشيَة الله رَأس كل خير (وَأَسْأَلك كلمة الْإِخْلَاص) النُّطْق بِالْحَقِّ (فِي الرِّضَا وَالْغَضَب) أَي فِي حالتي رضَا الْخلق عني وغضبهم عَليّ فِيمَا أقوله فَلَا أداهن وَلَا أنافق أَو فِي حالتي رضاي

1 / 222