Taysir
تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد
Bincike
زهير الشاويش
Mai Buga Littafi
المكتب الاسلامي،بيروت
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٢٣هـ/٢٠٠٢م
Inda aka buga
دمشق
Nau'ikan
Aƙida da Mazhabobi
الناس أن هذه سبيله، أي: طريقته وسنته، وهي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله، يدعو إلى الله بها على بصيرة من ذلك، ويقين وبرهان - هو وكل من اتبعه - يدعو إلى ما دعا إليه رسول الله ﷺ على بصيرة وبرهان عقلي شرعي.
وقوله: ﴿سُبْحَانَ اللَّهِ﴾ . أي: وأنزه الله وأجل وأعظم عن أن يكون له شريك ونديد، ﵎ عن ذلك ﴿علوًا كبيرًا﴾ . قلت: فتبين وجه المطابقة بين الآية والترجمة. قيل: ويظهر ذلك إذا كان قوله: ﴿وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾ عطفًا على الضمير في ﴿أَدْعُو إِلَى اللَّهِ﴾، فهو دليل على أن أتباعه هم الدعاة إلى الله تعالى، وإن كان عطفًا على الضمير المنفصل، فهو صريح في أن أتباعه هم أهل البصيرة فيما جاء به دون من عداهم، والتحقيق أن العطف يتضمن المعنيين، فأتباعه هم أهل البصيرة الذين يدعون إلى الله.
وفي الآية مسائل نبه عليها المصنف:
منها: التنبيه على الإخلاص، لأن كثيرًا ولو دعا إلى الحق، فهو يدعو إلى نفسه.
ومنها: أن البصيرة من الفرائض، ووجه ذلك أن اتباعه ﷺ واجب، وليس اتباعه حقًا إلا
أهل البصيرة، فمن لم يكن منهم فليس من أتباعه، فتعين أن البصيرة من الفرائض.
ومنها: أن من دلائل حسن التوحيد أنه تنْزيه لله ﷿ عن المسبة.
ومنها: أن من أقبح الشرك كونه مسبة لله.
ومنها: إبعاد المسلم عن المشركين لا يصير معهم ولو لم يشرك، وكل هذه الثلاث في قوله: ﴿سُبْحَانَ اللَّهِ ...﴾ الآية.
[وصية الرسول لمعاذ بن جبل لما بعثه إلى اليمن]
قال: وعن ابن عباس: "أن رسول الله ﷺ لما بعث معاذًا إلى اليمن قال له: إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله" ١.
وفي رواية: "إلى أن يوحدوا الله فإن هم أطاعوك لذلك، فأعلمهم
_________
١ البخاري: الزكاة (١٣٩٥،١٤٩٦) والمغازي (٤٣٤٧) والتوحيد (٧٣٧٢)، ومسلم: الإيمان (١٩)، والترمذي: الزكاة (٦٢٥)، والنسائي: الزكاة (٢٤٣٥)، وأبو داود: الزكاة (١٥٨٤)، وابن ماجه: الزكاة (١٧٨٣)، وأحمد (١/٢٣٣)، والدارمي: الزكاة (١٦١٤) .
1 / 95