Taysir
تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد
Bincike
زهير الشاويش
Mai Buga Littafi
المكتب الاسلامي،بيروت
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٢٣هـ/٢٠٠٢م
Inda aka buga
دمشق
Nau'ikan
Aƙida da Mazhabobi
عنه والجهاد لهم ما ليس عند غيره، ولهذا كان الصحابة أعظم إيمانًا وجهادًا ممن بعدهم لكمال معرفتهم بالخير والشر، وكمال محبتهم للخير وبغضهم للشر لما علموه من حسن حال الإيمان والعمل الصالح، وقُبْح حال الكفر والمعاصي.
قال: وقول الله: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ ١.
قال ابن كثير: أخبر تعالى أنه ﴿لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ﴾، أي: ﴿لا يَغْفِرُ﴾ لعبد لقيه وهو مشرك به، ﴿وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ﴾، أي: من الذنوب ﴿وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ﴾ من عباده.
قلت: فتبين بهذا أن الشرك أعظم الذنوب، لأن الله تعالى أخبر أنه لا يغفره، أي: إلا بالتوبة منه، وما عداه، فهو داخل تحت مشيئة الله إن شاء غفره بلا توبة وإن شاء عذب به. وهذا يوجب للعبد شدة الخوف من هذا الذنب الذي هذا شأنه عند الله، وإنما كان كذلك؟ ١-لأنه أقبح القبح وأظلم الظلم إذ مضمونه تنقيص رب العالمين، وصرف خالص حقه لغيره، وعدل غيره به كما قال تعالى: ﴿ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ ٢. ٢-ولأنه مناقض للمقصود بالخلق والأمر منافٍ له من كل وجه، وذلك غاية المعاندة لرب العالمين، والاستكبار عن طاعته والذل له، والانقياد لأوامره الذي لا صلاح للعالم إلا بذلك. فمتى خلا منه خرب وقامت القيامة، كما قال ﷺ "لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله الله" ٣ رواه مسلم.
ولأن الشرك تشبيه للمخلوق بالخالق - تعالى وتقدس - في خصائص الإلهية من ملك الضر والنفع، والعطاء والمنع الذي يوجب تعلق الدعاء والخوف والرجاء والتوكل وأنواع العبادة كلها بالله وحده. فمن علق ذلك لمخلوق فقد شبهه بالخالق، وجعل من لا يملك لنفسه ﴿ضرًا ولا نفعًا ولا ... موتًا ولا حياة ولا نشورًا﴾ [الفرقان]_ فضلًا عن غيره - شبيهًا بمن ﴿لَهُ الْخَلْقُ﴾
_________
١ سورة النساء آية: ٤٨.
٢ سورة الأنعام آية: ١.
٣ مسلم: الإيمان (١٤٨)، والترمذي: الفتن (٢٢٠٧)، وأحمد (٣/١٠٧،٣/٢٠١،٣/٢٥٩) .
1 / 88