قال ابن جني: ومعنى ثم المهلة والتراخي تقول: قام زيد ثم عمرو أي: بينهما مهلة ومعنى أو الشك تقول: قام زيد أو عمرو، ويكون تخيرًا تقول: اضرب زيدًا أو عمرًا أي: أحدهما. وتكون إباحة تقول: جالس الحسن أو ابن سيرين، أي: قد أبحتك مجالسة هذا الضرب من الناس، وأين وقعت أو فهي لأحد الشيئين. ومعنى لا التحقيق للأول والنفي عن الثاني تقول: قام زيد لا عمرو. ومعنى بل: الإضراب عن الأول / والإثبات للثاني تقول: قام زيد بل عمرو.
ــ
= إلى أنها تفيد الترتيب، ولذلك ذهب إلى ترتيب الأعضاء في الوضوء.
وذكر أنه يحكيه عن الفراء، ولا شبهة في أن الشافعي ليس أعلم بالنحو من أبي سعيد، وقد قال: ما سمعته. ثم إن الحجج التي أوردناها ظاهرة الدلالة وما الأمر بعد ذلك كله إلا كما قال أبو الفتح بن جني: «وما يحكى عن بعض الأئمة فإني أعيذه منه».
وأما الفاء فقال: (معناها التفرق على مواصلة) وهذا تفسير حسن، فمعنى التفرق أن كل واحد من المعطوف والمعطوف عليه منفرد. ومعنى المواصلة: أن الثاني بعد الأول بلا مهلة، فإذا قلت: مررت بزيد فعمرو، فهذا يسميه سيبويه مرورين، وإذا قلت: مررت بزيد وعمرو فهذا يسميه مرورا.
فإن قلت: فما تصنع بقولهم: «دخلت البصرة فالكوفة» وبين المدينتين مسافة طويلة؟ قلت: معناه أن المتكلم بعد دخوله البصرة لم يشتغل بشيء غير الدخول إلى الكوفة.
قال ابن الخباز: وأما [ثم] فمعناها المهلة والتراخي، فإذا قلت: مررت بزيد ثم عمر فهذا مروران بينهما فاصل، وسألت شيخنا ﵀ عن قوله تعالى في =