81

Tawilat

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

Nau'ikan

[العلق: 8].

[2.6-10]

{ إن الذين كفروا } [البقرة: 6]، أي: حجروا ربوبيتي بعد إقرارهم في عهد

ألست بربكم

[الأعراف: 172]، بإجابة { بلى } ستروا صفاء قلوبهم برين ما كسبوا من أعمالهم الطبيعية النفسانية، وأفسدوا حسن استعدادهم من فطرة الله التي فطر الناس عليها باكتساب الصفات البهيمية والسبعية والشيطانية، كما قال تعالى:

كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون

[المطففين: 14]، وذلك أن أرواحهم النفيسة لما نظروا بروزنة الحواس الخمس إلى عالم الصورة الحسية حجبت عن مألوفاتها ومجارياتها، ثم ابتليت بصحبة النفوس الحيوانية واستأنست بها، ولهذا سمي الإنسان إنسانا؛ لأنه أنيس، فبمجاورة النفس الخسيسة صار الروح النفيس خسيسا، فاستحسن ما استحسنته النفس واستلذ بما استلذت به النفس، واستمتع من المراتع الحيوانية فانقطعت عنه الأغذية الروحانية ونسي حضائر القدس وجوار الحق ورياض الأنس، ولهذا سمي الناس ناسا لأنهم نسوا فتاهوا في أودية الخسران فاستهواهم الشيطان في الأرض حيران، ولما نسوا الله بالكفر فنسيهم بالخذلان حتى غلب عليهم الهوى، وواقعهم في مهالك الردى، فأصبحوا بنفوس أصبى وقلوب مولى.

{ سوآء عليهم ءأنذرتهم } [البقرة: 6]، بالوعد والوعيد وخوفهم بالعذاب الشديد { أم لم تنذرهم } [البقرة: 6]، لم تحذرهم { لا يؤمنون } [البقرة: 6]، بما أخبرتم ودعوتهم إليه وأنذرتهم عليه؛ لأن روزنة قلوبهم إلى عالم الغيب منسدة بغشاوة حلاوة الدنيا وقلوبهم مغلوقة بحب الدنيا وشهواتها مغفولة عليها بمتابعة الهوى كما قال تعالى:

أم على قلوب أقفالهآ

[محمد: 24] فما تشموا روائح الإنس من رياض القدس، بل هبت عليهم ريح ضرر الشقاوة من جهة حكم السابقة، وأدركهم بالختم على أقفالها كما قال تعالى: { ختم الله على قلوبهم } [البقرة: 7]، في الختم إشارة إلى بداية سوابق أحكام القدر بالسعادة والشقاوة على وفق الحكمة والإرادة الأزلية للخليقة، كما قال تعالى:

Shafi da ba'a sani ba