Tawilat
التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي
Nau'ikan
في كل واد يهيمون
[الشعراء: 225]، وكل بارقة يسيمون تدور رحى الحزن على دموعهم، وتفور نار الشوق بين ضلوعهم، فضلوا عن أنفسهم ببقاء المحبوب، وفقدوا طلبهم بوجدان المطلوب، فهم بين روض المحو وغدير الإثبات أموات غير أحياء، أحياء غير أموات، فطورا يرونه فيطربون عند الكشف والتجلي، وتارة يخشونه فيهربون عند الحجب والستر، فكيف الطرب ولا مطرب؟ إلى أين الهرب ولا مهرب؟
{ قل أطيعوا الله والرسول } [آل عمران: 32]؛ ليكون مهربكم ومقربكم إلى الله في متابعة الرسول، فإن متابعة صورة جذبة الحق وصدق رد محبته لكم، { فإن تولوا } [آل عمران: 32] عن متابعة المحبوب { فإن الله لا يحب الكافرين } [آل عمران: 32]؛ يعني: لا يوجد ذرة محبة في صدق المخالفة، إلا في صدق المتابعة.
[3.33-37]
ثم أخبر عن أهل الاصطفاء للمحبة والولاء بقوله تعالى: { إن الله اصطفى ءادم ونوحا } [آل عمران: 33]، إشارة في الآيتين: إن الله تعالى خلق العالم على سبعة أنواع مختلفة: من الجمادات، والمعادن، والنبات، والحيوان، والنفوس، والعقول، والآرواح، مظهر لآياته وصفاته ثم اصطفى آدم { على العالمين } [آل عمران: 33]، وجمع فيه الأنواع المختلفة السبعة لما خصه باختصاص تأمن وهو تشريف إضافة،
ونفخت فيه من روحي
[الحجر: 29]؛ ليكون مظهر لجميع وجودي صفاته تبارك وتعالى إلى هذا أشار بقوله:
إني جاعل في الأرض خليفة
[البقرة: 30]، وقد صرح النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:
" إن الله خلق آدم على صورته "
Shafi da ba'a sani ba