336

Tawilat

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

Nau'ikan

وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها

[الفتح: 26].

شيء خصصت به من دونهم وحدي

لي سكرتان وللندمان واحدة

فحقيقة معنى الآية { شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قآئما بالقسط } [آل عمران: 18]، على أمور عباده حتى شهد على شهادة الملائكة وأولوا العلم، ثم فائدة التكرار بقوله تعالى: { لا إله إلا هو العزيز الحكيم } [آل عمران: 18]، { إن الدين عند الله الإسلام } [آل عمران: 19]، عائدة إلى أولوا العلم، الذين لهم شركة مع الملائكة في مظهر ماء التوحيد بالشهادة، ولهم اختصاص بالمشربية لماء التوحيد فشاهدوا حقيقة { لا إله إلا هو العزيز } [آل عمران: 18]، الذي لا يشاهد عزته إلا عزته، الذي أغرهم بهذه العزة من بين البرية، { الحكيم } [آل عمران: 18]، الذي بحكمته اختارهم لهذه العزة من بين الخليقة.

ثم أخبر عن عزة اختلاف أهل العلم بحكمته بقوله تعالى: { وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جآءهم العلم } [آل عمران: 19]، إشارة في تحقيق الآية: إن اختلاف عالم الصورة من النتائج التناكر في عالم الأرواح، كما قال صلى الله عليه وسلم:

" الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف "

، فالأرواح تلاقي بعضها بعضا عند تشاهد الأشخاص، فما تعارف منها في الميثاق لتقاربهم في الصف أو لتقابلهم في المنزل ائتلف، وما تناكر منها لتباعدهم في الصف أو لتدبرهم في المنزل اختلف، فإذا كان الاختلاف من ذلك التناكر

لو أنفقت ما في الأرض جميعا مآ ألفت بين قلوبهم

[الأنفال: 63]، وإن كان اختلاف بأسباب حادثة في الظاهر، وذلك التعارف الأصلي ثابت في الباطن، فإذا التقى الشخصان نظر كل واحد منهما إلى سيما الآخر، فتعرف روحه روح الآخر، والقلوب تشاهد فتأتلف، كما كان حال أويس القرني - رضي الله عنه - لما رأى هرم بن حيان فقال: السلام عليك يا هرم، فقال: كيف عرفتني؟ فقال: عرفت روحي روحك، قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:

Shafi da ba'a sani ba