213

Tawilat

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

Nau'ikan

ثم أخبر أهل المال بالوصية وأمر أهل الحال ببذل الوجود بالكلية بقوله تعالى: { كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا } [البقرة: 180]، والإشارة فيها أنه كتب على الأغيار الوصية بالمال، وكتب على الأولياء والوصية بالحال، والأغنياء يوصون في آخر أعمارهم بالثلاث والأولياء يخرجون من مبادئ أحوالهم عن الكل قوله تعالى: { إذا حضر أحدكم الموت } إذا حضر أحدهم قلب مع الله ولموت نفسه بالإرادة عن الصفات الطبيعية الحيوانية، كما قال صلى الله عليه وسلم:

" موتوا قبل أن تموتوا "

أو ترك كل خير وشر مكان مشربها من الدنيا والعقبى، فعليها أن توصي { الوصية للوالدين } [البقرة: 180]، وهما: الروح العلوي والبدن السفلي، فإن النفس تولدت وحصلت بازدواجهما، { والأقربين } [البقرة: 180]، وهم: القلب والسر وباقي المتولدات البشرية بتركه وبترك كل مشرب يظهر لهم من المشارب الروحانية الباقية والمشارب الجسمانية الفانية، { بالمعروف } [البقرة: 180]؛ أي: بالاعتدال من غير إسراف يقضي إلى إتلاف محترز في الأحوال من الركون إلى شهوة من الشهوات، وفي الأعمال متجنبا من الرسوم والعادات، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

" بعثت لرفع العادات وترك الشهوات "

، وقال صلى الله عليه وسلم:

" بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "

، ومن مكارم الأخلاق أن يجعل المشارب مشربا واحدا، والمذاهب مذهبا واحدا، كما قيل:

وكل له سؤال ودين ومذهب

ووصلكم مسئولي وديني هواكم

وأنتم من الدنيا مرادي وهمي

Shafi da ba'a sani ba