188

Tawilat

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

Nau'ikan

[المائدة: 119]، فإن رضاهم عنه نتيجة رضاه عنهم وكقوله تعالى:

يحبهم ويحبونه

[المائدة: 54].

واعلم أن للذكر مراتب وللذاكر أيضا مراتب: ذكر اللسان، وذكر الأركان، وذكر النفس، وذكر القلب، وذكر الروح، وذكر السر.

فذكر اللسان: بالإقرار أذكركم بالاختيار، وذكر الأركان: باستعمال الطاعات أذكركم بالكرامات، وذكر النفس: بالاستسلام للأوامر والنواهي، فاذكروني بالاستسلام أذكركم بنور الإسلام، وذكر القلب: بتبديل الأخلاق الذميمة وتحصيل الأخلاق الكريمة فاذكروني بالأخلاق أذكركم بالاستغراق، وذكر الروح: بالتفريد والمحبة فاذكروني بالتفريد والمحبة أذكركم بالتوحيد والقربة وذكر السر: ببذل الوجود والفناء فاذكروني ببذل الوجود والفناء أذكركم بنيل الشهود والبقاء، وهذا حقيقة قوله تعالى الحديث الرباني:

" وإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي "

وهذا هو الذكر الحقيقي أن يجعل الذاكر مذكورا، والمذكور ذاكرا بل يكون الذاكر والمذكور واحد كما قال تعالى:

لمن الملك اليوم لله الواحد القهار

[غافر: 16]، وكما قال قائلهم:

رق الزجاج ورقت الخمر

Shafi da ba'a sani ba