Tawilat
التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي
Nau'ikan
أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه
[الزمر: 22]، وليس لغير الإنسان كرامة أن يكون على نور من ربه إلا بواسطة، هذا سر عظيم وشرحه يطول وأنت ملول.
ثم أخبر عن وصيته لبنيه أن يدينوا بدينه لقوله تعالى: { ووصى بهآ إبراهيم بنيه ويعقوب } [البقرة: 132]، والإشارة فيها أن إبراهيم الروح يوصي أبناء ذريته من القلب وصفاته والنفس وصفاتها والقوى البشرية والحواس الخمس والأعضاء والجوارح، فإنها متولدات بعضها من بعض على الحقيقة لملته وهي الخلة عن التبرؤ عن غير الخليل في العبودية والخلة { يابني إن الله اصطفى لكم الدين } [البقرة: 132]، فيه إشارة شريفة وإشارة لطيفة، يعني لولا فضل الله عليكم ورحمته اصطفاؤه لكم الدين فلقوله تعالى:
ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا
[فاطر: 32]، فقال لولا أورثنا واصطفينا وإلا ما للتراب ورب الأرباب.
{ فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون } [البقرة: 132]، فيه إشارة إلى أنكم للفناء فلا تفنوا إلا في استسلام وجوهكم لنار نور نور الله وهي نار وقودها الناس والحجارة، فإن اشتعال نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة إنما هي تكون بعد استسلام حطب الوجود لها فيه، إنها عليهم موصدة في عمد ممددة، فمن لم يستسلم اليوم لنار الخلة والمحبة بالاختيار فلا بد غدا يلقى في نار الغضب.
ثم أخبر عن تأثير الوصية في أولاده وأولاد أولاده بقوله تعالى: { أم كنتم شهدآء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي } [البقرة: 133]، والإشارة فيها أن الله تعالى استجاب دعاء إبراهيم في أولاده وأولاد أولاده إذ قال:
ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنآ أمة مسلمة لك
[البقرة: 128]، وأظهر استجابته بإيصاء يعقوب وإقرار ولده وولد ولده لإبراهيم عليه السلام وأولاده، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم "
Shafi da ba'a sani ba