Fassarar Zahiriyyat
تأويل الظاهريات: الحالة الراهنة للمنهج الظاهرياتي وتطبيقه في ظاهرة الدين
Nau'ikan
وقد فتحت الظاهريات النظرية الطريق من أجل إدراك الواقع دون تأطيرها في تصور ممكن للعالم ونسق شامل، وتحاول الدراسات الثانوية تقديم الظاهريات كفلسفة مستقلة بالنسبة إلى الميراث الفلسفي أو معتمدة عليه، وعلى النقيض من ذلك تعطي الظاهريات التطبيقية دائما إلى الظاهريات النظرية دوافع حيوية جديدة باكتشاف ميادين جديدة للتحليل، وكل تجربة جديدة في ميدان ما تمد الظاهريات بأحد جوانب الواقع. الظاهريات التطبيقية هي الضامن للغنى الدائم للظاهريات النظرية.
وأخيرا تتعهد الظاهريات التطبيقية بتحويل الظاهريات إلى منهج للتطبيق؛ لأنها في علاقة مباشرة مع الواقع، وتستطيع أن تحكم على مدى أهمية هذا المشروع، ولا تستطيع الظاهريات النظرية أن تشعر بهذه الضرورة لأن لديها أسباب وجودها في ذاتها، وتبحث عن وسائل تطويرها في ذاتها. وهكذا فإن الظاهريات التطبيقية لا تقوم فقط بدور إعادة تصحيح العلاقة بين التصورات الظاهراتية وصياغة منهج ظاهراتي على قد الواقع، وقادر على التكيف مع الميادين التي يتم تطبيقه فيها. وإذا كانت الظاهريات الحالية في حاجة إلى إصلاح، فإن طريق الإصلاح العاجل يكون في هذا الاتجاه.
ثانيا: الظاهريات النظرية هي نفسها ظاهريات تطبيقية1
ومما يدعو إلى الدهشة أن الظاهريات في مصادرها ومحيطها وكتاباتها الأولى وتطورها التالي وتطبيقاتها الحالية، كان العمل باستمرار محور كل البحوث.
2 (1) المصادر
مصادر المنهج الظاهرياتي في البحوث في ميادين خاصة للعلوم الإنسانية. قدمت فلسفة الحياة كما قدم علم النفس الوصفي للظاهريات العالم الحي والقصدية.
3
ليس المقصود هنا القضاء على استقلال الظاهريات باستعمال منهج الأثر والتأثر لإرجاعها إلى أصولها التاريخية؛ لأن الظاهريات لها ماهيتها الذاتية المستقلة،
4
إنما المقصود فقط بيان كيف نشأت الظاهريات من بحوث تطبيقية في العلوم الإنسانية خاصة في علم النفس.
Shafi da ba'a sani ba