Fassarar Zahiriyyat
تأويل الظاهريات: الحالة الراهنة للمنهج الظاهرياتي وتطبيقه في ظاهرة الدين
Nau'ikan
14
وقد استعمل المصدر اليوناني أكثر من المصدر الروماني طبقا للوهم الشائع أن اليونان هم أهل «اللوجوس»، والرومان هم أهل «الليجوس»؛ أي القانون،
15
والظاهريات هي اكتمال اللوجوس.
16
صحيح أنه من الصعب الحديث عن الحضارة الرومانية لأنها إعادة قراءة للفلسفة اليونانية، ومع ذلك من الصحيح أيضا أن لكل حضارة بؤرة اهتمام مخالفة للأخرى؛ فإذا كانت الحضارة اليونانية تبحث عن «الفكرة»، والتي اشتقت منها الظاهريات «الرد النظري»، فإن الحضارة الرومانية أعطت القانون.
وتمثل الفلسفة اليونانية المصدر اليوناني بالأصالة، أما الأساطير اليونانية والأدب اليوناني والعمارة اليونانية والعلم اليوناني، فكان كل ذلك غائبا، وظهرت الفلسفة اليونانية في كل أشكالها؛ فلسفة الحياة (سقراط)، فلسفة العقل (أفلاطون)، فلسفة المادة (أرسطو). وبتعبير آخر استنفدت الفلسفة اليونانية الأنواع الثلاثة الممكنة للفلسفة في أي حضارة، هذه الفلسفات الثلاث هي التي ظهرت فيما بعد في الوعي الأوروبي كفلسفة وجود، وفلسفة روح، وفلسفة طبيعة، بصرف النظر عن البداية والوسط والنهاية، بدأت الفلسفة اليونانية بالوجود عند سقراط، ثم بالروح من أفلاطون، ثم بالطبيعة عند أرسطو. وبدأت العصور الحديثة بالعقل عند ديكارت وكانط وهيجل، ثم بالطبيعة عند ماركس والوضعية، ثم بالوجود عند فلاسفة الوجود. فما ظهر في البداية عند اليونان ظهر في النهاية في العصور الحديثة، وما ظهر في النهاية في العصور الحديثة ظهر في البداية عند اليونان.
17 (أ-أ-أ) فلسفة الحياة
ولم يذكر مؤسس الفلسفة اليونانية، سقراط، إلا نادرا، واعتبره إصلاحيا للحياة العملية ضد شك السوفسطائيين دون أن يستطيع أن يضع المسألة على مستوى العلم النظري، كانت تأملاته تدور حول المسألة العقلية، ومع ذلك كان منهجه منهج الإيضاح معتمدا على البداهة.
18
Shafi da ba'a sani ba