Fassarar Zahiriyyat

Hasan Hanafi d. 1443 AH
163

Fassarar Zahiriyyat

تأويل الظاهريات: الحالة الراهنة للمنهج الظاهرياتي وتطبيقه في ظاهرة الدين

Nau'ikan

17

هو نقطة تطبيق للمنهج الظاهرياتي بعد اكتماله، ليس هو الظاهريات بل مصدرها ونقطة تطبيقها، والمنهج الظاهرياتي أكثر من نطاق، والصور المسقطة الثابتة على الظاهريات تحولها إلى منطق صوري، إلى فكرة علوم أو علم اجتماع، للظاهريات وحدتها العضوية التي لا يمكن تفكيكها بوجهات نظر مسقطة عليها، وأخطاء هذا الفهم لمثل هذا المشروع ليست مستحيلة، وليس للمشاكل المتناولة هذه الأهمية التي يعطيها الشارح، هي مشاكل عند الشارح أكثر منها عند المؤلف الرئيسي للعمل، تفهم الظاهريات بالروح وليس بالحرف، بالعمل المتكامل وليس بصورة ثابتة مسقطة عليه. الظاهريات كما تبدو في الدراسات الثانوية مجرد تكرار منظم لبعض المفاهيم الرئيسية أو الهامشية في الأعمال الرئيسية دون تحديد هدف واضح باستثناء العرض، يعرض الباحث دون تقييم أو نفي أو إثبات أو برهان، الفهم أولا هو بحث عن المقاصد الدقيقة في العلم، وليس ما يريد الباحث العثور عليه، وإسقاط وجهات نظر خارجية على الظاهريات ليس فهما، وكلا الطريقتين على طرفي نقيض، عدم قول أي شيء أو قول شيء آخر. وتستطيع المقاصد الدفينة للعلم وحاجة الباحث إخراج الظاهريات من التكرار غير النافع، فقد تكررت أشياء عديدة دون إدراك دلالتها العميقة؛ مثلا تم عرض «المنطق الصوري والمنطق الترنسندنتالي» دون إدراك علاقته الداخلية في الحركة النازلة من الصوري إلى الترنسندنتالي.

18

وإذا تضمنت الظاهريات بعض المشاكل فإنها ليست في الداخل بل في الخارج؛ فلكل فلسفة مشاكلها النقدية، وقد لا يمكن الدفاع عنها، وهذا لا يطعن في العلم نفسه كقصد، ليست المشكلة إذن هذه النقطة الخاصة أو تلك، والتي لا دلالة لها في مجموع العمل الظاهرياتي، بل التوجهات العامة، بل التوجه العام للعالم ذاته مثلا، الظاهريات التطبيقية في مواجهة الظاهريات النظرية أو الظاهريات الحركية في مواجهة الظاهريات السكونية.

19

وتحاول الدراسات الثانوية أحيانا رؤية ما لم تستطع الظاهريات رؤيته إلا على نحو غامض، وذلك مثل مشكلة اللاشعور،

20

ربما مست الظاهريات المشكلة، ولكن ليس على نفس الدرجة ونفس الأهمية في «فلسفة اللاشعور» بالمعنى الدقيق أو في التحليل النفسي،

21

وبوجه عام تترك الدراسات الثانوية المضمون ولا تأخذ إلا الصورة، وتنتمي اللغة وربما أيضا المفهوم إلى الصورة، الشيء وحده هو الذي ينتمي إلى المضمون، تترك الدراسات الثانوية الحدس الأساسي ولا تأخذ إلا الشذرات، مهمتها إثارة مشاكل ثم محاولة حلها.

Shafi da ba'a sani ba