263

Fassara Matsalolin Alkur'ani

تأويل مشكل القرآن

Bincike

إبراهيم شمس الدين

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية

Inda aka buga

بيروت - لبنان

٢٤- الروح الرّوح والرّيح والرّوح: من أصل واحد اكتنفته معان تقاربت، فبني لكلّ معنى اسم من ذلك الأصل، وخولف بينها في حركة البنية. والنّار والنّور من أصل واحد، كما قالوا: الميل والميل، وهما جميعا من مال. فجعلوا الميل- بفتح الباء- فيما كان خلقة فقالوا: في عنقه ميل، وفي الشجرة ميل. وجعلوا الميل- بسكون الياء- فيما كان فعلا فقالوا: مال عن الحق ميلا، وفيه ميل عليّ، أي تحامل. وقالوا: اللّسن واللّسن واللّسن، وهذا كله من اللسان، فاللّسن: جودة اللّسان. واللّسن: العذل واللوم. ويقال: لسنت فلانا لسنا: أي عذلته، وأخذته بلساني. واللّسن: اللّغة. يقال: لكلّ قوم لسن. وقالوا: حمل الشجرة- بفتح الحاء- وحمل المرأة- بفتح الحاء- وقالوا لما كان على الظهر: حمل، والأصل واحد. في أشباه لهذا كثيرة. وقد ذكرنا منها طرفا في صدر الكتاب. وأما الرّوح: فروح الأجسام الذي يقبضه الله عند الممات. والرّوح: جبريل ﵇. قال الله تعالى: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣) عَلى قَلْبِكَ [الشعراء: ١٩٣، ١٩٤]، يعني جبريل. وقال: وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ [البقرة: ٢٥٣]، أي بجبريل. والرّوح- فيما ذكر المفسرون-: ملك عظيم من ملائكة الله يقوم وحده فيكون صفا وتقوم الملائكة صفّا قال: يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا [النبأ: ٣٨]، وقال ﷿: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي [الإسراء: ٨٥] . ويقال للملائكة: الرّوحانيّون، لأنهم أرواح، نسبوا إلى الرّوح- بالألف والنون- لأنها نسبة الخلقة، كما يقال: رقبانيّ وشعرانيّ. والرّوح: النّفخ، سمّي روحا لأنه ريح تخرج عن الرّوح. قال ذو الرّمة وذكر نارا قدحها «١»: فلمّا بدت كفّنتها وهي طفلة ... بطلساء لم تكمل ذراعا ولا شبرا

(١) الأبيات من الطويل، وهي في ديوان ذي الرمة ص ١٤٢٨- ١٤٢٩، والبيت الأول في لسان العرب

1 / 265