207

Fassara Matsalolin Alkur'ani

تأويل مشكل القرآن

Bincike

إبراهيم شمس الدين

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية

Inda aka buga

بيروت - لبنان

فقال: بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ (٢) [ص: ١]، وحكى قولهم: أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ [ص: ٦]، أي اذهبوا ودعوه وتمسّكوا بآلهتكم فقال الله ﷿: أعندهم بآلهتهم هذه خزائن الرحمة؟! أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ (١٠) [ص: ١٠]، أي في أبواب السماء، وأبواب السماء: أسبابها، قال الشاعر «١»: ولو نال أسباب السّماء بسلّم ويكون أيضا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ، أي: في الحبال إلى السماء، كما سألوك أن ترقى في السماء وتأتيهم بكتاب. ويقال للرجل إذا تقدم في العلم وغيره وبرع: قد ارتقى في الأسباب، كما يقال: قد بلغ السماء. ونحو هذا قوله في موضع آخر: أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (٣٨) [الطور: ٣٨] . وهذا كله توبيخ، وتقرير بالعجز. ثم قال بعد: جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ (١١) [ص: ١١] . وجند بمعنى: حزب لهذه الآلهة. و(ما) زائدة. ومهزوم: مقموع ذليل. وأصل الهزم: الكسر، ومنه قيل للنّفرة في الأرض: هزمة، أي كسرة، وهزمت الجيش: أي كسرتهم، وتهزّمت القربة: أي انكسرت. يقول: هم حزب عند ذلك مقموع ذليل من الأحزاب، أي عند هذه المحن، وعند هذا القول، لأنهم لا يقدرون أن يدّعوا لآلهتهم شيئا من هذا، ولا لأنفسهم. والأحزاب: سائر من تقدّمهم من الكفار، سمّوا أحزابا لأنهم تحزّبوا على أنبيائهم. يقول الله سبحانه على إثر هذا الكلام: كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ [ص: ١٢] وكذا وكذا. ثم قال: أُولئِكَ الْأَحْزابُ [ص: ١٣] فأعلمنا أن مشركي قريش حزب من هؤلاء الأحزاب.

(١) يروى البيت بتمامه: ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ... وإن رام أسباب السماء بسلّم والبيت من الطويل، وهو لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ص ٣٠، والخصائص ٣/ ٣٢٤، ٣٢٥، وسر صناعة الإعراب ١/ ٢٦٧، وشرح شواهد المغني ١/ ٣٨٦، ولسان العرب (سبب)، وشرح القصائد العشر ص ١٢٠.

1 / 209