120

Fassara Matsalolin Alkur'ani

تأويل مشكل القرآن

Bincike

إبراهيم شمس الدين

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية

Inda aka buga

بيروت - لبنان

حتّى إذا يئس الرّماة فأرسلوا ... غضفا دواجن قافلا أعصامها أي: علموا ما ظهر لهم فيئسوا من غيره. وقال آخر «١»: أقول لهم بالشّعب إذ يأسرونني ...: ألم تيئسوا أنّي ابن فارس زهدم أي: ألم تعلموا. ومن المقلوب: أن يقدّم ما يوضّحه التأخير، ويؤخّر ما يوضحه التقديم. كقول الله تعالى: فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ [إبراهيم: ٤٧]، أي مخلف رسله وعده، لأنّ الإخلاف قد يقع بالوعد كما يقع بالرّسل، فتقول: أخلفت الوعد، وأخلفت الرّسل، وكذلك قوله سبحانه: فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ (٧٧) [الشعراء: ٧٧] أي: فإنّي عدوّ لهم، لأنّ كل من عاديته عاداك. وكذلك قوله: ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى (٨) [النجم: ٨] أي: تدلى فدنا، لأنّه تدلّى للدّنوّ، ودنا بالتّدلّي. ومنه قوله سبحانه: بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (١٤) [القيامة: ١٤] أي: بل على الإنسان من نفسه بصيرة. يريد شهادة جوارحه عليه، لأنها منه، فأقامه مقامها. قال الشاعر «٢»: ترى الثّور فيها مدخل الظلّ رأسه ... وسائره باد إلى الشمس أجمع أراد (مدخل رأسه الظلّ) فقلب، لأن الظلّ التبس برأسه فصار كل واحد منهما داخلا في صاحبه. والعرب تقول: (اعرض النّاقة على الحوض) تريد: اعرض الحوض على الناقة، لأنك إذا أوردتها الحوض: اعترضت بكل واحد صاحبه.

(١) البيت من الطويل، وهو لسحيم بن وثيل اليربوعي في لسان العرب (يسر)، (يأس)، (زهدم)، والتنبيه والإيضاح ٢/ ٣١٠، وتهذيب اللغة ١٣/ ٦٠، ١٤٢، وتاج العروس (يسر)، (يئس)، (زهدم)، (لزم)، وديوان الأدب ٤/ ٢١٦، وأساس البلاغة (يئس)، والبرهان ١/ ١٠٠، ومجاز القرآن ١/ ٣٣٢، وتفسير الطبري ١٣/ ١٠٣، والبيت بلا نسبة في مقاييس اللغة ٦/ ١٥٤، وديوان الأدب ٣/ ٢٥٨، والمخصص ١٣/ ٢٠، والمعاني الكبير ٢/ ١١٤٨، والميسر والقداح ص ٣٣. (٢) البيت من الطويل، وهو بلا نسبة في أمالي المرتضى ١/ ٢١٦، وخزانة الأدب ٤/ ٣٣٥، والدرر ٦/ ٣٧، والكتاب ١/ ١٨١، وهمع الهوامع ٢/ ١٣٢.

1 / 122