116

Fassara Matsalolin Alkur'ani

تأويل مشكل القرآن

Bincike

إبراهيم شمس الدين

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية

Inda aka buga

بيروت - لبنان

باب المقلوب ومن المقلوب: أن يوصف الشيء بضدّ صفته للتطيّر والتفاؤل، كقولهم للّديغ: سليم، تطيّرا من السّقم، وتفاؤلا بالسّلامة. وللعطشان: ناهل أي سينهل. يعنون: يروى. وللفلاة: مفازة. أي منجاة، وهي مهلكة. وللمبالغة في الوصف، كقولهم للشمس: جونة، لشدّة ضوئها. وللغراب: أعور، لحدّة بصره. وللاستهزاء، كقولهم للحبشيّ: أبو البيضاء. وللأبيض: أبو الجون. ومن هذا قول قوم شعيب: إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ [هود: ٨٧] . كما تقول للرجل تستجهله: يا عاقل، وتستخفه: يا حليم. قال الشاعر «١»: فقلت لسيّدنا: يا حلي ... م إنّك لم تأس أسوا رفيقا قال قتادة: ومن الاستهزاء قول الله تعالى: فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ (١٢) لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ (١٣) [الأنبياء: ١٢، ١٣] . وفي قول عبيد بن الأبرص لكندة- طرف من هذا المعنى «٢»: هلا سألت جموع كن ... دة يوم ولّوا: أين أينا؟ يستهزىء بهم حين انهزموا، يريد أين تذهبون؟ ارجعوا.

(١) يروى البيت بلفظ: قلت لسيدنا يا حكي ... م إنّك لم تأس أسوا رفيقا والبيت من المتقارب، وهو لشتيم بن خويلد في لسان العرب (خفق)، وكتاب الحيوان ٣/ ٨٢، ٥/ ٥١٧، وبلا نسبة في كتاب الأضداد ص ٣٢٥، والصاحبي في فقه اللغة ص ٢١٤. (٢) البيت من مجزوء الكامل، وهو في ديوان عبيد بن الأبرص ص ١٤٢، ومختارات ابن الشجري ٢/ ٣٩، والشعر والشعراء ١/ ٢٢٤، والأغاني ١٩/ ٨٥، وبلا نسبة في كتاب الصناعتين ص ١٤٤، وإعجاز القرآن ص ٩٤، ومعاني القرآن للفراء ١/ ١٧٧.

1 / 118