عن عمران بن حصين ﵄ " أن النبي صلي الله عليه وسلم رأى رجلا في يده حلقة من صفر، فقال: " ما هذا؟ " قال: من الواهنة. فقال: " انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنا، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا " ١ رواه أحمد بسند لا بأس به.
..................................................................................................
ذكر العماد ابن كثير - رحمه الله تعالى - في هذه الآية ما رواه ابن أبي حاتم عن قيس بن الحجاج عن حنش الصنعاني عن ابن عباس مرفوعا " احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يضروك، ولو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لك لم ينفعوك، جفت الصحف ورفعت الأقلام، واعمل لله بالشكر في اليقين، واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا " ٢ قوله: "عمران بن حصين " أي ابن عبيد بن خلف الخزاعي أبو نجيد بنون وجيم مصغر، صحابي ابن صحابي أسلم عام خيبر ومات سنة اثنتين وخمسين بالبصرة.
قوله: "رأى رجلا " في رواية الحاكم: " دخلت على رسول الله صلي الله عليه وسلم وفي عضدي حلقة صفر فقال ما هذه؟ " الحديث، فالمبهم في رواية أحمد هو عمران راوي الحديث.
قوله: "ما هذه؟ " الظاهر أنه للإنكار عليه.
قوله: "من الواهنة " قال أبو السعادات: الواهنة عرق يأخذ في المنكب وفي اليد كلها فيرقى منها، وقيل هو مرض يأخذ في العضد، وهي تأخذ الرجال دون النساء، وإنما نهاه عنها لكونه يظن أنها تمنع عنه هذا الداء أو ترفعه، فأمره صلي الله عليه وسلم بنزعها لذلك وأخبر أنها لا تزيده
_________
١ أحمد في " المسند " ٤ / ٤٤٥، وابن ماجه (٣٥٣١) في الطب: باب تعليق التمائم، وصححه ابن حبان (١٤١٠) (١٤١١) " موارد "، والحاكم ٤/ ٢١٦ ووافقه الذهبي.
٢ الترمذي رقم (٢٥١٨) في صفة القيامة: باب رقم (٦٠) وأحمد في " المسند" ١ / ٢٩٣ و٣٠٣ و٣٠٧، والحاكم ٣/ ٥٤١ و٥٤٢ من حديث عبد الله بن عباس ﵄، وهو حديث صحيح بمجموع طرقه. انظر "جامع العلوم والحكم " لابن رجب الحنبلي ص ١٦١- ١٧٤، و" المقاصد الحسنة " للسخاوي في حديث: " لن يغلب عسر يسرين ".
1 / 53