موسى، هل تعلمون أن ماء الرجل غليظ أبيض، وأن ماء المرأة رقيق أصفر، فأيّهما علا كان له الولد والشبه بإذن الله ﷿؟ وإذا علا ماء الرجل ماء المرأة كان الولد ذكرًا بإذن الله؟ وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل كان الولد أنثى بإذن الله ﷿»؟ قالوا: اللهم نعم!! قال: «اللهم اشهد. وأنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى، هل تعلمون أن هذا النبي الأميّ تنام عيناه ولا ينام قلبه»؟ قالوا: اللهم نعم!! قال: «اللهم اشهد» . قالوا: أنت الآن، فحدثنا من وليك من الملائكة؟ فعندها نجامعك أو نفارقك؟؟ قال: «فإن ولي جبريل، ولم يبعث الله نبيًا قط إلا وهو وليه» . قالوا: فعندها نفارقك، ولو كان وليك سواه من الملائكة تابعناك وصدّقناك. قال: «فما يمنعكم أن تصدقوه»؟ قالو: إنه عدونا. فأنزل الله ﷿: ﴿قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ﴾ إلى قوله: ﴿لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ﴾ فعندها باءوا بغضب على غضب) . رواه ابن جرير.
زاد ابن إسحاق: (قالوا: فأخبرنا عن الروح؟ قال: «فأنشدكم بالله وبأيامه عند بني إسرائيل، هل تعلمون أنه جبريل، وهو الذي يأتيني»؟ قالوا: اللهم نعم، ولكنه عدو لنا، وهو ملك إنما يأتي بالشدة
وسفك الدماء، فلولا ذلك اتبعناك. فأنزل الله تعالى فيهم: ﴿قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ﴾ إلى قوله: ﴿لاَ يَعْلَمُونَ﴾ .
وقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلا الْفَاسِقُونَ * أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾ . يقول تعالى: ولقد أنزلنا إليك يا محمد آيات بينات واضحات، وما يكفر بها إلا الفاسقون الخارجون عن أمر الله، ﴿أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم﴾ .
قال البغوي: أو كلما واو العطف دخلت عليها ألف الاستفهام. وقال ابن