المؤلفات:
لا نبالغ إذا قلنا: إن مؤلفات علماء مصر في خلال عصر المماليك -وهو أقل من ثلاثمائة عام- تبلغ عدة آلاف، وحسبنا دليلا على ما نقول أن بعضهم عرف عنه أنه وحده ألف مئات من الكتب والرسائل كالسيوطي، فقد قيل: إن مؤلفاته أربت على ستمائة، وكابن تيمية الحراني، فقد قيل: إن مؤلفاته أربت على خمسمائة، وغير ذلك.
وبلا ريب كانت هذه المؤلفات تملأ دور الكتب المصرية في العصر المذكور بجوار دور التعليم، فلما جاء الفتح العثماني عام ٩٢٣هـ وأزالوا حكم سلاطين المماليك نهبوا ذخائر البلاد ونفائسها وفي مقدمتها تلك المؤلفات. وحملوا ما حملوا إلى عاصمة بلادهم وجملوا بها دور كتبهم، ولم يبق في مصر إلا صبابة من تلك الكأس المليئة مبعثرة هنا وهناك، وكانت هذه الصبابة هي النواة لإنشاء دار الكتب المصرية بالقاهرة في عهد الخديو إسماعيل.
وبعد، فلنعد إلى هذه المؤلفات المصرية وعصر تأليفها وهو العصر المملوكي، وسأذكر أمثلة مقتصرة حيث المقام لا يتسع، ومن المؤلفات التاريخية:
١- وفيات الأعيان لابن خلكان المتوفى عام ٦٨١هـ وبه أكثر من ثمانمائة ترجمة.
٢- الطالع السعيد الجامع لأسماء نجباء الصعيد، تأليف كمال الدين جعفر بن ثعلب الأدفوي المتوفى عام ٧٤٨هـ وهو معجم حافل به أكثر من ٥٩٠ ترجمة لأعلام الصعيد من معاصري المؤلف.
٣- تاريخ النحاة، مؤلفه تاج الدين أبو محمد أحمد بن عبد القادر محمد بن مكتوم المتوفى عام ٧٤٩هـ.
٤- الوافي بالوفيات، وهو لصلاح الدين الصفدي المتوفى عام ٧٦٤هـ وهو في نحو خمسين مجلدا.
٥- الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر العسقلاني، وهو أربعة أجزاء تحتوي على أكثر من ألف ترجمة لأعلام هذه المائة مرتبة حسب الحروف، وغير ذلك.
1 / 21