قالوا وكذبوا وشنعوا وان لم يحققوا ويتحققوا، فقد آل الأمر إلى تجذيب النساء مع الرجال من تحت أستار الكعبة في وقت الشريف مسعود، فحبس وعذب، وسرقن عن بلد الله الحرام من كان فيه تهمة من هذا الحق والتنسك به وانتساب إليه، وغرب عداوة للدين وطواعية لشياطين الإنس المعاندين بلا مراجعة ولا مفاكرة ولا عداوة دنيوية سابقة وإنما هو عناد وطعن في الحق المراد بلا تحقق ولا تذكر ولا تفكر، ولما حذر الشيخ محمد بن عبد الوهاب عن هذا الشرك الأكبر فعنه أنذر وأقام عليه البراهين من القرآن والسنة وكلام الأئمة فقرر وحرر أحب أن يجمع فيه كتابا مختصرا جامعا لمعنى دين الرسل من أولهم إلى آخرهم ومعرفته، ومعنى دين المشركين المتقربين إلى الله بأبغض الأشياء إلية من أعمال المعاندين، بأدلته الجامعة من الكتاب والسنة وكلام صاع سلف الأمة، وليس هو يدعو الناس إلى التزام بمذهب معين فيجمعهم عليه، وينكر كلام واجتهاد الأئمة المجتهدين من غيره، ولا إنه يدعي الاجتهاد بنفسه، وإنما يدعوهم إلى العلم والعمل بمعنى هذه الكلمة الطيبة التي أرسلت بها الرسل وأنزلت في تقريرها الكتب للعلم بها والعمل بمعناها، وترك الكلمة الخبيثة عملها ومنشأها وسماه (كتاب التوحيد) فيما هو حق على العبيد، وكشف شبه المرتاب فيما التبس عليه من الخطأ والصواب، فشاع وذاع ونفع من الله إنفاد وأطاع، وقد أرسل نسخة منه ولي الأمر المجاهد الأواه من ذكر اسمه المنيف أعلاه، إلى جانب العزيز المكرم سليمان باشا، محبة إليه ونصيحة وحرصا عليه وفضيلة وليتأمل بعين الإنصاف هو ومن كان عالما من أهل الإنصاف، فيعمل بعد تحققه ذلك بإقامة الدين ويترك قول الشياطين المعاندين، ويحقق التوحيد المطلوب من العبيد، وما أصبح عليه غالب الناس من جعلهم من لا يداني رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي خاطبه ربه في قوله تعالى: {ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين} بل لعله عدو لرسول صلى الله عليه وسلم الله بمنزلة رب العالمين والسموات السبع، والأرضين السبع، ورب العرش العظيم، فيعذرنا في أمرنا ونهينا ولا يطيع الخصم فينا، لأن العاقل اللبيب إذا فهم ذلك وأتقنه تيقن أن أمرنا الذي قمنا به وباشرناه واجب ومتحتم علينا قال الله تعالى: {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور} وقال تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن
Shafi 28