164

1_ من ترك مسألة الناس، ورجاءهم، وإراقة ماء الوجه أمامهم، وعلق رجاءه بالله دون من سواه_عوضه خيرا مما ترك، فرزقه حرية القلب، وعزة النفس، والاستغناء عن الخلق =ومن يستعفف يعفه الله+(452).

2_ ومن ترك الاعتراض على قدر الله، فسلم لربه في جميع أمره_رزقه الله الرضا واليقين، وأراه من حسن العاقبة ما لا يخطر له ببال.

3_ ومن ترك الذهاب للعرافين والسحرة رزقه الله الصبر، وصدق التوكل، وتحقق التوحيد.

4_ ومن ترك التكالب على الدنيا جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا راغمة.

5_ ومن ترك الخوف من غير الله، وأفرد الله وحده بالخوف، وسلم له نفسه_سلم من الأوهام، وأمنه الله من كل شيء، فصارت مخاوفه أمنا وبردا وسلاما، ولم يبق لخوف المخلوقين في قلبه موضع؛ لأنه سلم نفسه لربه، وأودعها عنده، وأحرزها في حرزه، وجعلها تحت كنفه، حيث لا تنالها يد عدو عاد، ولا بغي باغ عات.

6_ ومن ترك الكذب، ولزم الصدق فيما يأتي، وما يذر_هدي إلى البر، وكان عند الله صديقا، ورزق لسان صدق بين الناس، فسودوه، وأكرموه، وأصاخوا السمع لقوله.

7_ ومن ترك المراء_وإن كان محقا_ضمن له بيت في ربض الجنة، وسلم من شر اللجاج والخصومة، وحافظ على صفاء قلبه، وأمن من كشف عيوبه.

8_ ومن ترك الغش في البيع والشراء زادت ثقة الناس به، وكثر إقبالهم عليه، ونال رضا ربه.

9_ ومن ترك الربا، وكسب الخبيث بارك الله له في رزقه، وفتح له أبواب الخيرات.

10_ ومن ترك النظر إلى المحرم عوضه الله فراسة صادقة، ونورا وجلاء، ولذة يجد حلاوتها في قلبه، وسلم_في الوقت نفسه_من تبعات إطلاق البصر.

11_ ومن ترك البخل ، وآثر التكرم والسخاء أحبه الناس، واقترب من الله ومن الجنة، وسلم من الهم، والغم، وضيق الصدر، وترقى في مراتب الكمال، ومدارج الفضيلة [ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون] الحشر: 9.

Shafi 164