Tawba aikin rayuwa
التوبة وظيفة العمر
Nau'ikan
ق وصوغي من لحنك استسلاما(417) 3_ عبدالحليم حافظ: الفنان المصري الذي اشتهر بهذا الاسم، واسمه عبدالحليم شبانة، وإنما سمي بذلك، لأن مكتشفه اسمه حافظ عبدالوهاب.
هذا الفنان الذي بلغ أوج مجده في الستينات والسبعينات الميلادية، حيث حفلت به وسائل الإعلام، ورفعت من شأنه، ولقبته بألقاب كثيرة، ومن أشهرها =العندليب الأسمر+.
فما حال ذلك الإنسان الذي ترى الجماهير أنه يسعدها، ويزيل همومها؟ .
إنه قطعة من التعاسة والشقاء؛ فهو لم يتزوج طيلة حياته، وهو مصاب بمرض البلهارسيا الذي لازمه أغلب فترات حياته حتى مات.
هذا الرجل الذي يراجع المستشفيات والأطباء كثيرا حتى لقد كان يأتي أحيانا لتجارب أغانيه يقاد بالعربة؛ حيث لا يستطيع السير على قدميه.
هذا الرجل الذي كان يسيطر عليه الحزن، حتى إنه لما سألته صحفية فرنسية عن سبب الحزن في أغانيه قال: إن الحزن عصير حياتنا.
يقول الكاتب مصطفى أمين: =ورأيت عبد الحليم حافظ وهو يلعب بالذهب رأيته شقيا تعيسا معذبا محسورا محروما؛ لأنه لا يستطيع أن يمد يده إلى طبق الطعمية ويقول لي هامسا: من يعطيني هذه ويأخذ كل أموالي+(418).
هذه نبذة عن هذا الرجل الذي تعلق به الملايين من الناس حتى إن منهم من انتحر لما توفي.
والأمثلة من هذه القبيل كثيرة جدا، وسيأتي ذكر لبعض النماذج في الفصل الثالث.
ثانيا: حال أهل المال مع السعادة: هناك وهم يسيطر على كثير من الناس؛ حيث يظنون أن السعادة قائمة على المال والغنى.
والحقيقة الماثلة للعيان تقول غير ذلك؛ فالمال وحده لا يوجد السعادة وإن كان يعين على تحققها إن كانت موجودة في الأصل؛ فإن لم تكن موجودة نابعة من أعماق النفس بسبب الرضا، والقناعة، والإيمان، وحسن التدبير_فإن المال لا يوجدها؛ فالسعادة تنبع من داخل النفس أكثر مما تنبع من الظروف الخارجية من مال ونحوه.
Shafi 148