ثم دعا إلى التوبة من هو أعظم قولا من هؤلاء؛ من قال: =أنا ربكم الأعلى+ النازعات: 24، وقال: [ما علمت لكم من إله غيري] القصص: 38.
قال ابن عباس_رضي الله تعالى عنهما_: =من آيس عباد الله من التوبة بعد هذا فقد جحد كتاب الله_عز وجل_+(38).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية×، في الآية السابقة_آية الزمر_: =المقصود بها النهي عن القنوط من رحمة الله_تعالى_وإن عظمت الذنوب وكثرت، فلا يحل لأحد أن يقنط من رحمة الله، ولا أن يقنط الناس من رحمته؛ لذا قال بعض السلف: وإن الفقيه كل الفقيه الذي لا يؤيس الناس من رحمة الله، ولا يجرؤهم على معاصي الله.
والقنوط يكون بأن يعتقد أن الله لا يغفر له إما لكونه إذا تاب لا يقبل توبته ويغفر ذنوبه، وإما بأن يقول: نفسه لا تطاوعه على التوبة بل هو مغلوب معها، والشيطان قد استحوذ عليه؛ فهو ييأس من توبة نفسه وإن كان يعلم أنه إذا تاب غفر الله له، وهذا يغري كثيرا من الناس+(39).
4_ أن الله يبسط يده بالليل؛ ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار؛ ليتوب مسيء الليل: قال النبي": =إن الله_عز وجل_يبسط يده بالليل؛ ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار؛ ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها+(40).
5_ أن الله رتب الثواب الجزيل على التوبة: ووعد من تاب بالخير الكثير، وهذا ما سيتبين في المبحث الآتي_إن شاء الله تعالى_.
الباب الأول
فضائل التوبة وأحكامها
وتحته أربعة فصول:
الفصل الأول: فضائل التوبة وأسرارها .
الفصل الثاني: أخطاء في باب التوبة.
الفصل الثالث: مسائل في التوبة.
الفصل الرابع: كيفية التوبة من بعض الذنوب.
الباب الأول
فضائل التوبة وأحكامها
الفصل الأول
للتوبة فضائل جمة، وأسرار بديعة، وفوائد متعددة، فمن ذلك مايلي(41):
1_ التوبة سبب للفلاح: قال_تعالى_: [وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون] النور: 31.
Shafi 11