118

رسالة من ...

رسالة من مايازوكوف إلى المختار تأخرت في البريد:

لقد قررت أخيرا أن أبقى للأبد، أن أعيش إلى ما لا نهاية، يعني هذا أن أقذف بنفسي أفقيا فوق سطح الأرض بسرعة 11 كيلو مترا في الثانية، ماضيا حيث لا رجعة، أيعني هذا الخلود أم العدم؟! أيعني هذا أنني أستطيع أن أتوافق مع هذا الواقع الجديد الذي هو شرعي بالضرورة أم يعني أنني لم أستطع؟ أخبرني إذن.

كنت تعرف شيئا عن هذه المعادلة، وأنت في عزلتك الطوباوية ... الرجاء أن تكتب إلي عن طريق دوشكا تودروف، فهي تستطيع دائما أن تجدني.

سابا تخلي

تقيم نوار وصديقتها «سابا تخلي» بالحلة الجديدة ...

تقيم نوار وصديقتها سابا تخلي بالحلة الجديدة منذ أن استقرت نوار بالبلاد الكبيرة، ولو أنه استقرار كاستقرار البجعة، وقد كانت دائما على سفر؛ وسابا لا يمكن أن يطلق عليها لقب خادمة، ولا صديقة أيضا، فهي تشغل الوظيفتين بكل جدارة، إنها صديقتها، ومكمن أسرارها وخبائثها الصغيرة، وسابا ذاتها لغز محير، فضائل لا حصر لها، وتفاهات يشيب لها رأس الولدان!

فقد التقت المرأة الغريبة بالمرأة الأغرب بسجن صغير بنقطة تفتيش بالحدود الوطنية الأثيوبية عندما حجزت نوار سعد ليوم واحد بسبب حملها لتحف أثيوبية نادرة، قيل إنها تخص الملك منليك الأول، وبغير أوراق رسمية، فأدخلت غرفة الحبس، وهي حجرة صغيرة مفروشة بالبرش، وفي ركن منها قلة ماء، ولا شيء آخر غير سيدة حبشية في مقتبل العمر جميلة في ملابس مهترئة متسخة بعض الشيء، لها عينان قلقتان كبيرتان مستديرتان كعيني ثعلب، كانت تجلس في ركن الغرفة منكمشة على نفسها وفي فمها مسواك صغير من الأراك عندما دخلت نوار الحجرة، وقبل أن ترد تحية نوار قالت بسرعة: هل معك نيالا؟

فردت عليها نوار قائلة: آسفة، فأنا لا أدخن. قالت: لي ثلاثة أيام لم أذق فيها طعما للسجائر مما سبب لي صداعا دائما ... وأردفت: أنت لست حبشية؟ أليس كذلك؟ قالت نوار: أنا من البلاد الكبيرة. - ولكن بك ملامح أمهرا، خاصة جبهتك وشفتيك! حتى لونك الحبشي!

وجبة الإفطار مكونة من الانقيرا والدليخ فقط، طلبت نوار من الحارس أن يأتيها بخبز ولحم لأنها لا تأكل الدليخ، وإذا لم يتوافر اللحم فقليل من الشيرو. ولكنه رد بشكل قاطع: هنا فقط دليخ وانقيرا، ولا شيء آخر و...

Shafi da ba'a sani ba