وأذرعهن برؤوسهن (١) ينظرن متى تبدو (٢) لهن صفحة وجهك فيسكن طول حنينهن وشدة شوقهن إليك وينظرن إلى قرير أعينهن ومعدن راحتهن وأنسهن إلى ولي ربهن وحبيب مولاهن.
فبينا أنت ترفل في كثبان المسك ورياض الزعفران وقد رميت ببصرك إلى حسن بهجة قصورك، إذ استقبلك قهارمتك بنورهم وبهائهم، فاستقبلك أول قهرمان لك فأعظمت شأنه وظننت أنه من ملائكة ربك، فقال لك: يا ولي الله، إنما أنا قهرمانك وكلت بأمرك ولك سبعون ألف قهرمان سواي، ثم تتابعه القهارمة ببهائهم ونورهم كل يعظمك ويسلم عليك بالتعظيم لك.
فتوهم قلبك في الجنان وقد قامت بين يديك قهارمتك معظمين لك، ثم الوصفاء والخدام فاستقبلوك كأنهم اللؤلو المكنون، فسلموا عليك، ثم أقبلوا بين يديك.
فتوهم تبخترك في موكب من قهارمتك وخدامك يزفونك زفًا إلى قصورك وما أعد لك مولاك ومليكك. فلما أتيتَ باب قصرك فتحت الحجاب أبوابك، ورفعت لك الستور، وهم قيام على أقدامهم لك معظمين، فتوهم ما عاينت حين فتحت
_________
(١) هكذا صوب الكلمة (أ)، وكانت في أصله [بروسهن] .
(٢) هكذا صوب الكلمة (أ)، وكانت في أصله [تبدوا] .
1 / 52