ثم جمع أصحابه، وقال: يا معاشر قيس، إن من غضب لله غضب الله له، ومن سعى في رضا الله تولى الله ثوابه، ألا وإن هذا ابن بنت نبيكم وأوجب الناس حقا عليكم، فدخل في بلدكم، ونزل بين أظهركم يريد الانتصار لكم بكم، والدفع عنكم بسيوفكم، وهو من لا يطعن عليه في دين، ولا رأي ولا بأس ولا عزم، وقد رضينا إمامته وحمدنا مختبره، فمن كان لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم عليه حق وللإسلام «عنده» صدق ونصرة، فليتقدم في بيعته ونصره.
فتكلم أصحابه فبعض أجاب، وبعض امتنع فاختلفوا حتى تدافعوا وتلاطموا، فأمرهم بالانصراف فانصرفوا، ثم بعث إلى نفر من بني عمه ممن كان يفزع إلى رأيه في حرب إن كانت أو نازلة إن نزلت، فأعلمهم ما جرى بينه وبين محمد بن إبراهيم من المواعدة ووفائه له، وقدومه عليه وسألهم عن رأيهم في إجابته، فاختلفوا في الرأي وبلغ ابن عم له خبر محمد، فكتب إلىنصر :
يا نصر لا تجرر عليك بلية .... دهياء يخترم النفوس ضرامها
يا نصر إنك إن فعلت وجدتها .... يغشاك في أي البلاد عزامها
يا نصر لا يذهب برأيك عصبة .... تبعوا الغرور حقيقة أحلامها
إلى أبيات أخر.
فلما قرأ كتابه بعث إليه، وقال:ويحك كيف يجوز نسخ هذا الأمر وقد تقدمت في إبرامه أو الرجوع عنه، وقد سعيت في تأكيده؟
Shafi 464