وإليك يابن العبد إن قيودكم .... لأقل في عيني من البواغي
فاربع عليك فليس شيمة مثلنا .... جزع النفوس بمعضل البلوائي
أعلي تجلب بالقيود وإنما .... هوى الحياة مخالف آبائي
أحسبتني هلع الجنان وإنما .... أرضي تسيل عليكم وسمائي
بالصبر إن خلائقي محمودة .... وكذاك كان الغر من قدمائي
وبصيرتي في الدين تحجب نورها .... زلل الطباع إذا أردت منائي
لو شئت أن لا تعتريني محنة .... لأقمت بين مطارحي ووطائي
ورفضت كل مجبب طاوي الحشا .... وهجرت كل صوارمي وقنائي
ولما قصدت الظالمين بمهجتي .... وطلبت حر ضرامها بضبائي
فعلي ليس تجوز خطة باطل .... وعلى سواي فهولوا أعدائي
ثم أطلقوا عنه بعد أيام، «وكان مروره رائحا على مدينة شبام، وخلع عليه ابن أبي يعفر وركبه فرسين وراح إلى الهادي عليه السلام رجع!» ولم يزل عليه السلام في الجهاد مع المسودة والقرامطة والظالمين والفاسقين، ومع أهل صنعاء ومخاليف اليمن، ومع أهل نجران حتى توفي عليه السلام بصعدة وكانت وفاته -يعني الهادي عليه السلام- عشية الأحد لعشر بقين من ذي الحجة سنة ثمان وتسعين ومائتين.
Shafi 528