[توجه الوفد إلى الإمام الهادي (ع) مرة أخرى]
فندم أهل اليمن على ما فرط «منهم» من مخالفته، والعدول عن أمره، وتلاوموا بينهم، واتفقوا على أن يوجهوا إليه من كل قببيلة رجالا معروفين من خيارهم وصلحائهم فيسألونه العودة إليهم، ويعلمونه ندمهم على ما فرط منهم، والتوبة والإنابة مما قد أقدموا عليه من ترك طاعته، وأنهم قد تعاقدوا وعاهدوا الله عز وجل على أن يأتمروا بأمره ويسارعوا إلى نصرته ويبادروا إلى ما يدعوهم إليه ويبعثهم عليه ويندبهم له من مجاهدة الظالمين ومنابذة الفاسقين.
فقدم الوفد عليه وأدوا إليه ما تحملوا عمن ورءئهم من جماعتهم، وسألوا وتضرعوا وألحوا، فلم ير الهادي رضي الله عنه أن يتقاعد عنهم ويتأخر عما دعوه إليه وبعثوه عليه، فصرف الوفد عنه أحسن صرف، ووعدهم أن يخرج إليهم ولا يتأخر عنهم، وأقام بعد خروجهم من عنده أياما فأصلح من أمره وعهد إلى أهله، ثم خرج في جماعة من بني عمه وبني أبيه، وعدة من ثقاته وخدمه حتى وافى أرض اليمن.
Shafi 516